نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 2 صفحه : 56
و أخرج أحمد من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: مرّ عمر على حسان و هو ينشد الشعر في المسجد، فقال: أ في مسجد رسول اللَّه تنشد الشعر؟ فقال: قد كنت أنشد و فيه من هو خير منك.
و
في الصّحيحين عن البراء أنّ النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) قال لحسان: «اهجهم- أو هاجهم- و جبريل معك»
قال أبو داود: حدثنا لؤيّ، عن ابن أبي الزّناد، عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن عائشة- أنّ النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) كان يضع لحسان المنبر في المسجد يقوم عليه قائما يهجو الذين كانوا يهجون النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) «إنّ روح القدس مع حسّان ما دام ينافح عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)»
روى ابن إسحاق في المغازي، قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير عن أبيه، قال: كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع [3] حصن حسان بن ثابت، قالت: و كان حسان معنا فيه مع النساء و الصبيان، فمرّ بنا رجل يهودي، فجعل يطيف بالحصن، فقالت له صفية: إن هذا اليهودي لا آمنة أن يدلّ على عوراتنا، فانزل إليه فأقتله. فقال: يغفر اللَّه لك يا بنت عبد المطلب، لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. قالت صفية: فلما قال ذلك أخذت عمودا، و نزلت من الحصن حتى قتلت اليهوديّ. فقالت: يا حسّان، انزل فاسلبه. فقال: ما لي بسلبه من حاجة.
مات حسان قبل الأربعين في قول خليفة. و قيل سنة أربعين. و قيل خمسين: و قيل أربع و خمسين، و هو قول ابن هشام، حكاه عنه ابن البرقي، و زاد و هو ابن عشرين و مائة سنة أو نحوها.
و ذكر ابن إسحاق أنّ النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) قدم المدينة و لحسان ستون سنة.
قلت: فلعل هذا يكون على قول من قال: إنه مات سنة أربعين بلغ مائة أو دونها، أو في سنة خمسين و مائة و عشرة، أو سنة أربع و خمسين مائة و أربع عشرة.
و الجمهور أنه عاش مائة و عشرين سنة، و قيل عاش مائة و أربع سنين، جزم به ابن أبي
[1] أخرجه البخاري 4/ 136 و مسلم في فضائل الصحابة (153).
[2] أخرجه أبو داود في السنن 2/ 22 كتاب الأدب باب ما جاء في الشعر حديث رقم 5015.
[3] فارع: اسم أطم من آطام المدينة، و فارع: قرية في أعلى الشراة بالشين المعجمة بها نخل كثير، و بها مياه من عيون تجري تحت الأرض. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1013.
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 2 صفحه : 56