له إدراك، و كان ولده عبد العزيز سيّد البادية في زمانه، و له أخبار مع بني أمية.
ذكر ابن الكلبيّ عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه، قال: مر مروان بن الحكم سنة بويع على ماء لبني جزء عليه زرارة- شيخ كبير، فقال: كيف أنتم آل جزء؟ فقال: بخير، أنبتنا اللَّه فأحسن نباتنا، ثم حصدنا فأحسن حصادنا، و كانوا هلكوا بالرّوم في الجهاد.
و قال ابن الكلبيّ: أتى زرارة بن جزء باب معاوية، فقال: من يستأذن لي اليوم استأذن له غدا، فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين، إني رحلت إليك بالأمل، و احتملت جفوتك بالصبر، و رأيت أقواما أدناهم منك الحظّ، و آخرين باعدهم منك الحرمان، و ليس ينبغي للمقرّب أن يأمن، و لا للباعد أن ييأس. فأعجب معاوية كلامه، فضمه إلى يزيد و فرض له في ألفين، و خرج مع بزيد إلى الصّائفة، فجاء نعي [4]عبد العزيز إلى معاوية و أبوه زرارة جالس. فقال معاوية لما قرأ الكتاب: في هذا الكتاب موت سيّد شباب العرب، فقال زرارة:
ابني أو ابنك؟ قال: بل ابنك قال: و الشّعر الّذي يروى في هذه القصة مصنوع.
قلت: كانت بيعة مروان سنة أربع و ستين من الهجرة، و الّذي يوصف بأنه شيخ كبير يكون من أبناء السّبعين إلى الثمانين، فيكون زرارة من أهل هذا القسم.