نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 2 صفحه : 495
و حدثنا هشام بن محمد بن السّائب الكلبيّ، عن أبيه، و عن جميل بن مرثد الطائي و غيرهما، قالوا: زارت سعدى أم زيد بن حارثة قومها و زيد معها، فأغارت خيل لبني القين بن جسر في الجاهليّة على أبيات بني معن، فاحتملوا زيدا و هو غلام يفعة، فأتوا به في سوق عكاظ فعرضوه للبيع، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بأربعمائة درهم، فلما تزوجها رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) وهبته له، و كان أبوه حارثة بن شراحيل حين فقده قال:
بكيت على زيد و لم أدر ما فعل* * * أ حيّ فيرجى أم أتى دونه الأجل
[الطويل] في أبيات يقول فيها:
أوصي به عمرا و قيسا كلاهما* * * و أوصي يزيدا ثمّ بعدهم جبل
[1][2] [الطويل] يعني بعمرو و قيس أخويه، و بيزيد أخا زيد لأمه، و هو يزيد بن كعب بن شراحيل، و بجبل ولده الأكبر، قال: فحجّ ناس من كلب، فرأوا زيدا فعرفهم و عرفوه، فقال: أبلغوا أهلي هذه الأبيات:
أحنّ إلى قومي و إن كنت نائيا* * * بأنّي قطين البيت عند المشاعر
[الطويل] في أبيات.
فانطلقوا فأعلموا أباه، و وصفوا له موضعا،
فخرج حارثة و كعب أخوه بفدائه، فقدما مكة، فسألا عن النّبي (صلى اللَّه عليه و آله و سلم)، فقيل: هو في المسجد، فدخلا عليه، فقالا: يا بن عبد المطّلب، يا بن سيد قومه، أنتم أهل حرم اللَّه تفكّون العاني و تطعمون الأسير، جئناك في ولدنا عبدك، فامنن علينا، و أحسن في فدائه، فإنا سنرفع لك. قال و ما ذاك؟ قالوا: زيد بن حارثة. فقال: أو غير ذلك؟ أدعوه فخيّروه، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء. و إن اختارني فو اللَّه ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء قالوا: زدتنا على النّصف، فدعاه فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم، هذا أبي و هذا عمّي، قال: فأنا من قد
[2] ينظر البيت الأول و الثاني في أسد الغابة ترجمة رقم (1829) و الاستيعاب ترجمة رقم (848) الأول و الأخير منهما و في الطبقات 3/ 28. و سيرة ابن هشام 1/ 248.
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 2 صفحه : 495