: فرّق ابن أبي داود و البلاذريّ بينه و بين ركانة بن عبد يزيد المطلبيّ، و أوردا من طريق أبي جعفر محمد بن ركانة عن أبيه قال: صارعت النبيّ (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) فصرعني، و أورده ابن مندة و قال: أراه الأول.
قلت: بل هو المحقق، فإن قصّة المصارعة مشهورة لركانة بن عبد يزيد، و قد أورده الترمذيّ و ابن قانع و غيرهما.
روى حديثه عبد اللَّه بن عمر بن أبان، عن المحاربيّ، عن أبي مسعود، عن أبي سلمة عن بشر بن بشير الأسلميّ، عن أبيه قال: لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء و كانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة كان يبيع القربة منها بالمدّ، فقال له رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم): «بعنيها بعين في الجنّة». فقال: يا رسول اللَّه، ليس لي و لا لعيالي غيرها. فبلغ ذلك عثمان، فاشتراها بخمسة و ثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) فقال: يا رسول اللَّه، أ تجعل لي مثل الّذي جعلت لرومة عينا في الجنة؟ قال:
«نعم»: قال: قد اشتريتها و جعلتها للمسلمين.
قلت: تعلق ابن مندة على قوله: أ تجعل لي مثل الّذي جعلت لرومة ظنّا منه أن المراد به صاحب البئر، و ليس كذلك، لأن في صدر الحديث أنّ رومة اسم البئر، و إنما المراد بقوله جعلت لرومة، أي لصاحب رومة أو نحو ذلك.