responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 2  صفحه : 445

إلى الموضع الّذي قصدته، فعجب أهله مني، و أضافني شيخ منهم، فأدخلني بيتا، فإذا فيه الشّيخ المعمّر ملفوفا في القطن، و هو في مهد، فدعاه فقال: يا سيدي، هذا رجل من بلاد بعيدة من المغرب الأقصى، جاء إلينا، ليس له حاجة غير رؤيتك، و يريد أن يسمع منك، فكلّمني بكلام ترجمة لي ذلك الشّيخ، فقال: كنت يوم الخندق أعمل مع المسلمين، و أنا ابن أربع عشرة سنة، فلما رأيته وجدت في نفسي خفّة في العمل، فلما رأى ذلك مني قال:

عمّرك اللَّه. عمّرك اللَّه. عمّرك اللَّه. ثم سكت فقال لي الّذي أدخلني عليه: يكفيك.

ثم أخرج الأقشهريّ نحو هذه القصّة من وجهين آخرين، فسمى المعمّر عمارا، و سأذكر ذلك في حرف العين من هذا القسم إن شاء اللَّه تعالى.

و قد تكلم الصّلاح الصفديّ في تذكرته في تقوية وجود رتن، و أنكر على من ينكر وجوده، و عوّل في ذلك على مجرد التجويز العقلي ... و ليس النزاع فيه، إنما النزاع في تجويز ذلك من قبل الشرع بعد ثبوت حديث المائة في الصّحيحين و الاستبعاد الّذي عوّل عليه الذهبي.

و تعقّب القاضي برهان الدين بن جماعة في حاشية كتبها في تذكرة الصفديّ. فقال:

قول شيخنا الذّهبي هو الحقّ، و تجويز الصّفدي الوقوع لا يستلزم الوقوع، إذ ليس كلّ جائز بواقع انتهى.

و لما اجتمعت بشيخنا مجد الدين الشيرازي شيخ اللغة بزبيد [1] من اليمن، و هو إذ ذاك قاضي القضاة ببلاد اليمن، رأيته ينكر على الذهبيّ إنكار وجود رتن، و ذكر لي أنه دخل ضيعته لما دخل بلاد الهند و وجد فيها من لا يحصى كثرة ينقلون عن آبائهم و أسلافهم عن قصة رتن، و يثبتون وجوده، فقلت: هو لم يجزم بعدم وجوده، بل تردّد، و هو معذور.

و الّذي يظهر أنه كان طال عمره، فادّعى ما ادعى، فتمادى على ذلك حتى اشتهر، و لو كان صادقا لاشتهر في المائة الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة، و لكن لم ينقل عنه شي‌ء إلا في أواخر السّادسة ثم في أوائل السّابعة قبيل وفاته و قد اختلف في سنة وفاته كما تقدّم.

و اللَّه أعلم.

الراء بعدها الجيم‌

2767 ز- رجل، صحابي:

لم يسمّ ادعى ابن حزم أن هذه اللفظة علم عليه، سمّاه بها


[1] زبيد: بالفتح ثم الكسر و ياء مثناة من تحت: اسم واد به مدينة يقال لها الخصيب و هي التي تسمى اليوم زبيد و هي مشهورة باليمن محدثة في أيام المأمون، و بإزائها ساحل غلافقه و ساحل المندب و زبيد:

بالضم، ثم الفتح: موضع آخر. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 658.

نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 2  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست