نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 2 صفحه : 356
و روى ابن عساكر، من طريق ابن إسحاق، عن جرير، قال: بعثني النبيّ (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) إلى ذي الكلاع و ذي عمرو، فأما ذو الكلاع فقال لي: ادخل على أم شرحبيل- يعني زوجته، فو اللَّه ما دخل عليها بعد أبي شرحبيل أحد قبلك. قال: فأسلما.
و روى الواقديّ في الردة بأسانيد له متعددة، قالوا: بعث النّبيّ (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) جريرا إلى ذي الكلاع و ذي عمرو، فأسلما و أسلمت ضريبة بنت أبرهة بن الصباح امرأة ذو الكلاع.
اسمه أسميفع: بفتح أوله و سكون المهملة و فتح ثالثه و سكون التحتانية و فتح الفاء بعدها مهملة، و يقال: سميفع بفتحتين، و يقال أيفع بن باكور، و قيل ابن حوشب بن عمرو بن يعفر بن يزيد بن النعمان الحميري. و كان يكنى أبا شرحبيل، و يقال أبا شراحبيل تقدم ذكره في الّذي قبله.
و قال الهمدانيّ: اسمه يزيد، قال: و بعث إليه النبيّ (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) جرير بن عبد اللَّه فأسلم و أعتق لذلك أربعة، ثم قدم المدينة و معه أربعة آلاف أيضا، فسأله عمر في بيعهم فأصبح و قد أعتقهم، فسأله عمر عن ذلك، فقال: إني أذنبت ذنبا عظيما. فعسى أن يكون ذلك كفارة. قال: و ذلك أني تواريت مرة ثم أشرفت فسجد لي مائة ألف.
روى يعقوب بن شيبة بإسناد له عن الجراح بن منهال، قال: كان عند ذي الكلاع اثنا عشر ألف بيت من المسلمين، فبعث إليه عمر، فقال: بعنا هؤلاء نستعين بهم على عدوّ المسلمين. فقال: لا، هم أحرار، فأعتقهم كلهم في ساعة واحدة.
قال أبو عمر: لا أعلم له صحبة، إلا أنه أسلم و اتبع في حياة النبيّ (صلى اللَّه عليه و آله و سلم)، و قدم في زمن عمر، فروى عنه و شهد صفّين مع معاوية و قتل بها.
و روى أبو حذيفة في الفتوح، من طريق أنس بن مالك- أنّ أبا بكر بعثه إلى أهل اليمن يستنفرهم إلى الجهاد، فرحل ذو الكلاع و من أطاعه من حمير.
قلت: و أخرج أبو نعيم في ترجمته حديثا فيه: سمعت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم)، و قد غلب على ظني أنه غيره فأفردته فيما مضى.
و قال سيف: كان ذو الكلاع في يوم اليرموك على كردوس. و قال هشام بن الكلبيّ،