ذكره ابن الأثير في الصّحابة مستدركا على من قبله، و لم يورد في ترجمته سوى ما أخرجه البخاريّ من حديث أبي سعيد، قال: بينا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) يقسم ذات يوم قسما فقال ذو الخويصرة- رجل من بني تميم:
يا رسول اللَّه، أعدل. فقال: «ويلك! و من يعدل إذا لم أعدل»؟
الحديث.
و أخرجه من طريق تفسير الثعلبي ثم من طريق تفسير عبد الرزّاق كذلك، و لكن قال فيه: إذ جاءه ذو الخويصرة التّميمي، و هو حرقوص بن زهير. فذكره.
قلت: و وقع في موضع آخر في البخاريّ، فقال: عبد اللَّه بن ذي الخويصرة. و عندي في ذكره في الصّحابة وقفة. و قد تقدم في الحاء المهملة.
: روى أبو موسى في «الذّيل» من طريق أبي زرعة الدمشقيّ، ثم من طريق سليمان بن يسار، قال: اطلع ذو الخويصرة اليمانيّ. و كان أعرابيا جافيا على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) في المسجد، فلما رآه النبيّ (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) قال: «هذا الّذي بال في المسجد». فلما وقف قال: أدخلني اللَّه و إياك الجنة و لا أدخلها غيرنا. فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم): «سبحان اللَّه! ويحك! احتظرت واسعا». ثم قال: فدخل فبال الرجل في المسجد، فصاح به الناس. و عجبوا لقول رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم). فقال النبي (صلى اللَّه عليه و آله و سلم): «يسّروا»، يقول «علّموه». و أمر رجلا فأتى بسجل من ماء فصبّه على مباله.
هذا مرسل و في إسناده انقطاع أيضا. و قصّة الرجل الّذي بال في المسجد مخرجة في الصحيح من حديث أبي هريرة، و من حديث أنس بغير هذا السياق و لم يسمّ الرجل. و كذا
أخرجه ابن ماجة من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، و زاد فيه: فقال الأعرابيّ بعد أن فقه: فقام إليّ، بأبي و أمي، فلم يؤنب و لم يسبّ، فقال: «إنّ هذا المسجد لا يبال فيه» ... الحديث.