نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 2 صفحه : 248
فإن قلنا إنه نبيّ فلا إنكار في ذلك و أيضا فكيف يكون غير النبيّ أعلم من النبي؟ و قد
أخبر النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) في الحديث الصحيح أن اللَّه قال لموسى: «بلى، عبدنا خضر».
و أيضا فكيف يكون النبي تابعا لغير نبيّ؟
و قد قال الثّعلبيّ: هو نبي في سائر الأقوال، و كان بعض أكابر العلماء يقول: أول عقد يحلّ من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبيا، لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبيّ إلى أن الوليّ أفضل من النبي، كما قال قائلهم:
مقام النّبوّة في برزخ* * * فويق الرّسول و دون الوليّ
[المتقارب] ثم اختلف من قال إنه كان نبيا، هل كان مرسلا؟ فجاء عن ابن عباس و وهب بن منبه أنه كان نبيا غير مرسل.
و جاء عن إسماعيل بن أبي زياد، و محمد بن إسحاق، و بعض أهل الكتاب أنه أرسل إلى قومه فاستجابوا له.
و نصر هذا القول أبو الحسن الرّماني، ثم ابن الجوزيّ.
و قال الثّعلبيّ: هو نبيّ على جميع الأقوال معمّر محجوب عن الأبصار.
و قال أبو حيّان في تفسيره: و الجمهور على أنه نبيّ، و كان علمه معرفة بواطن أوحيت إليه، و علم موسى الحكم بالظاهر، و ذهب إلى أنه كان وليا جماعة من الصوفيّة، و قال به أبو علي بن أبي موسى من الحنابلة، و أبو بكر بن الأنباري في كتابه الزّاهر، بعد أن حكى عن العلماء قولين هل كان نبيا أو وليا.
و قال أبو القاسم القشيريّ في رسالته: لم يكن الخضر نبيّا و إنما كان وليّا.
و حكى الماورديّ قولا ثالثا: إنه مالك من الملائكة يتصوّر في صورة الآدميين.
و قال أبو الخطّاب بن دحية: لا ندري هل هو ملك أو نبي أو عبد صالح.
و جاء من طريق أبي صالح كاتب اللّيث، عن يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد أن كعب الأحبار، قال: إن الخضر بن عاميل ركب في نفر من أصحابه حتى بلغ بحر الهند، و هو بحر الصين [1]، فقال: يا أصحابي، دلّوني، فدلّوه في البحر أياما و ليالي، ثم صعد،
[1] الصّين: بالكسر و آخره نون، بلاد في بحر المشرق مائلة إلى الجنوب و شماليها الترك و هي مشهورة.
انظر: مراصد الاطلاع 2/ 861.
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 2 صفحه : 248