نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 2 صفحه : 197
قال هشام بن الكلبيّ: أسلم يوم الفتح، و ذكره ابن السّكن في ترجمة أبيه، قال: كان له من الولد خالد و هشام و يحيى أسلموا.
و قال الطّبرانيّ: كان لحكيم من الولد: عبد اللَّه، و خالد، و يحيى، و هشام، أدركوا كلّهم النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم)، و أسلموا يوم الفتح.
و ذكره أبو عمر فقال: حديثه عند بكير بن الأشج، عن الضحاك بن عثمان عنه.
قلت: و حديثه بهذا الإسناد إنما هو عن أبيه عن النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم)، و بذلك ذكره البخاريّ و ابن أبي حاتم عن أبيه، و لهذا ذكره ابن حبّان و غيره في التابعين، لكن
ساق له ابن أبي عاصم و البغوي و غيرهما حديثا معلولا مداره على ابن عيينة عن عمرو بن دينار، أخبرني أبو نجيح، عن خالد بن حكيم بن حزام قال: كان أبو عبيدة أميرا بالشام. فتناول بعض أهل الأرض، فقام إليه خالد فكلّمه، فقالوا: أغضبت الأمير، فقال: أما إني لم أرد أن أغضبه، و لكني سمعت رسول اللَّه يقول: «إنّ أشدّ النّاس عذابا يوم القيامة أشدّهم عذابا للنّاس في الدّنيا»
- لفظ البغوي.
قلت: توهّم من أورد له هذا الحديث أن المراد بقوله: فقام إليه خالد فكلمه أنه خالد بن حكيم صاحب الترجمة، و بذلك صرّح الطّبراني في روايته، و هو وهم، و إنما هو خالد بن الوليد، و هو الّذي قال: سمعت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) قال، بيّن ذلك أحمد في مسندة، عن ابن عيينة. و البخاري في تاريخه، و الطّبرانيّ من طريق أخرى في ترجمة خالد بن الوليد.
و أخرج هذا الحديث ابن شاهين من طريق حمّاد بن سلمة، فوقع فيه وهم أيضا- قال فيه: عن عمرو بن دينار، عن أبي نجيح- أن خالد بن حكيم بن حزام مرّ بأبي عبيدة و هو يعذّب ناسا، فقال: سمعت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) يقول ... فذكر الحديث بعينه.
و هذا وقع فيه حذف اقتضى هذا الوهم، و ذلك أن الباوردي أخرجه من وجه آخر عن حماد بن سلمة، فزاد فيه: و هو يعذّب الناس في الجزية، فقال له: أما سمعت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) يقول ... فذكر الحديث.
و قد وقع لأخيه هشام بن حكيم شيء من هذا كما سيذكر في ترجمته.