نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 2 صفحه : 118
قال أبو عبيدة في كتاب «المآثر»: كان رئيسا في الجاهليّة، و هو صاحب قبّة [حنظلة] ضربها يوم ذي قار، فتقطعت عليها بكر بن وائل، فقاتلوا الفرس حتى هزموهم، فبلغ النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) فسره، و قال: «هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم و بي نصروا»
قال: و بعث حنظلة يومئذ بخمس الغنائم إلى النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم)، و بشره بالفتح، و كانت العرب قبل ذلك تربع، فلما بلغ حنظلة قول اللَّه تعالى: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ ... [الأنفال: 41] الآية- سرّه ذلك. و في ذلك يقول حنظلة:
و نحن بعثنا الوفد بالخيل ترتمي* * * بهم قلص نحو النّبيّ محمّد
بما لقي الهرمز و القوم إذ غزوا* * * و ما لقي النّعمان عند التّورّد
[الطويل] يعني النعمان بن زرعة الثعلبي، [و هذا يدل على أنه أسلم، فإن الوقعة كانت بعد الهجرة بمدة، و لا يبعد أنه شهد حجة الوداع] [2].
و ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» مختصرا، لكنه قال حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجليّ، و أنشد له فيها أبياتا يحرّض العرب فيها على قتال الفرس، منها قوله:
يا قوم طيبوا بالقتال نفسا* * * أجدر يوم أن تفلّوا الفرسا
[الرجز] و منها قوله:
قد حلّ أشياعهم فجدّوا* * * ما علّتي و أنا مؤدّ جلد
و القوس فيها وتر عردّ* * * [مثل ذراع البكر أو أشدّ]
[3] [الرجز] و ذكر ابن هشام أنه كان على رأس بني عجل يوم قار، و لكن قال: إن الّذي ضرب القبّة هو ولده سعد بن حنظلة. و اللَّه أعلم.
1867- حنظلة بن الطّفيل السلمي:
أحد الأمراء في فتوح الشام.
ذكره يعقوب بن سفيان في تاريخه، قال: حدّثنا عمار، حدثنا سلمة، عن ابن
[1] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 34. و أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (30301).