نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 700
فإنه كان في عهد النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) رجلا، و عاش إلى خلافة عمر، و لم يبق بمكة بعد الفتح قرشي كافرا كما مرّ، بل شهدوا حجة الوداع كلهم مع النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) كما صرح به ابن عبد البر.
و قد تقدم ذلك في ترجمة أسيد بن أبي إياس في الهمزة.
و للحارث بن وهب قصّة مع عمر ذكرها الزّبير في «الموفقيّات» عن يحيى بن محمّد بن عبد اللَّه بن ثوبان، عن محرز بن جعفر مولى أبي هريرة، عن أبيه، قال: عزل عمر أبا موسى عن البصرة و قدامة بن مظعون و أبا هريرة و الحارث بن وهب أحد بني ليث بن بكر، و شاطرهم أموالهم- فذكر القصة، و فيها: و قال للحارث: ما أعبد و قلاص بعتها بمائة دينار؟
قال: خرجت بنفقة معي فتجرت فيها. قال: إنا و اللَّه ما بعثناك للتجارة في أموال المسلمين.
ثم أمره أن يحملها، فقال: و اللَّه لا عملت لك عملا بعدها. قال: تيدك [2] حتى أستعملك.
بن أنيسة، و يقال ابن نبيشة، و يقال ابن أبي أنيسة، من بني معيص بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري.
ذكر ابن إسحاق في السيرة عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد اللَّه بن عيّاش، قال:
قال لي القاسم بن محمّد: نزلت هذه الآية: وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً [النساء: 92] في جدّك عياش بن أبي ربيعة، و الحارث بن زيد أخي بني معيص بن عامر.
و كان يؤذيهم بمكّة و هو كافر، فلما هاجر الصّحابة أسلم الحارث، و لم يعلموا بإسلامه، و أقبل مهاجرا حتى إذا كان بظاهر الحرّة لقيه عيّاش بن أبي ربيعة، و ظنه على شركه فعلاه بالسيف حتى قتله، فنزلت هذه الآية.
و رواه البلاذريّ و أبو يعلى و الحارث بن أبي أسامة و أبو مسلم الكجّيّ، كلهم من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق، لكن قال: عبد الرّحمن بن القاسم عن أبيه، و سماه الحارث بن يزيد بن أبي أنيسة [4]، و قال فيه: و كان الحارث قد أعان على ربط عياش بن أبي