ذكر ابن الكلبيّ في التّفسير عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير الغامدي [2] إذا صلّى أو صام أو تصدق فذكره ارتاح لذلك، فنزلت: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً ... [الكهف 110] الآية.
و له ذكر في ترجمة عمير بن الحارث الأزدي أنه أتى النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) في نفر من قومه منهم جندب بن زهير و مخنف بن سليم، و عبد اللَّه بن سليم، و جندب بن كعب، و غيرهم.
و روى عليّ بن سعد في «الطّاعة و المعصية»، من طريق مقاتل، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قام رجل من الأزد يقال له جندب بن زهير الغامديّ إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) فقال:
بأبي و أمي، إني لأرجع من عندك فلم تقرّ عيني بمال و لا ولد حتى أرجع فأنظر إليك، فأنّى لي بك في غمار القيامة؟ فذكر حديثا طويلا في أهوال يوم القيامة و مقاتل ضعيف.
و روى ابن سعد بسند له أنه كان مع عليّ يوم الجمل.
و روى خليفة من طريق علي بن زيد، عن الحسن أن جندب بن زهير كان مع علي بصفّين، و كذا ذكره المفضل الغلابي في تاريخه.
و قال أبو عبيد: كان على الرّجالة يومئذ. و ذكر ابن دريد في «أماليه» بسنده إلى أبي عبيدة عن يونس، قال: كان عبد اللَّه بن الزبير اصطفنا يوم الجمل، فخرج علينا صائح كالمنتصح من أصحاب عليّ، فقال: يا معشر فتيان قريش، أحذّركم رجلين: جندب بن زهير الغامدي. و الأشتر، فلا تقوموا لسيوفهما، أما جندب فرجل ربعة يجرّ درعه حتى يعفّي أثره. قال ابن عبد البرّ: ذكر الزبير أن جندب بن زهير هذا هو قاتل السّاحر. و الصحيح أنه غيره.
و اختلف في صحبة جندب بن زهير، و تكلموا في حديثه من أجل السري بن إسماعيل.
قلت: فرّق الزبير عن عمه في كتاب «الموفقيات» بين جندب بن زهير، و بين جندب
[1] تذهيب التهذيب 1/ 111- تاريخ الإسلام 3/ 3- خلاصة تذهيب الكمال 55، تهذيب ابن عساكر 3/ 413، أسد الغابة ت [802].