responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 53

الصّحابة و الفقه‌

الصّحابة (رضوان اللَّه عليهم) كانوا يسألون عما يقع لهم من الحوادث، و حكم اللَّه فيها، يتوجّهون بالسؤال إلى النّبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) فيفتيهم تارة بالآية أو الآيات ينزل الوحي بها عليه و تارة عند ما لا يسعفه الوحي يفتيهم باجتهاده.

و عند ما لا يتيسّر لهم سؤال الرّسول (صلى اللَّه عليه و سلّم) يسأل الصّحابة بعضهم بعضا فيما يعنّ لهم من أمور و ما يشكل عليهم من حوادث، علّه يعرف في الواقعة حكما لم يعرفه، فهم ليسوا سواء في العلم و الفقه، فقد كان علم التّيمّم عند عمّار و غيره و لم يعلمه عمر، و كان حكم المسح عند عليّ و حذيفة و لم تعلمه عائشة و ابن عمر و أبو هريرة.

و النّاس في البلاد البعيدة عن المدينة يسألون الصحابة الموفدين إليهم من قبل الرّسول (صلى اللَّه عليه و سلّم) فيما يعرض لهم من أمور.

و بعد أن ألحق النّبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) بالرفيق الأعلى، و انتقلت السّلطة التّشريعية إلى الخلفاء الرّاشدين و إلى كبار الصّحابة من بعده، بدأ الفقه يظهر بوضوح: و يأخذ في الظهور شيئا فشيئا، ذلك أن الفتوحات الإسلامية انتشرت و امتدت رقعة البلاد شرقا و غربا، و انتقل إلى هذه البلاد المفتوحة الصّحابة يحكمون و يقضون، و يفتون على وفق ما يفهمون من كتاب اللَّه و سنة رسوله (صلى اللَّه عليه و سلّم) فإن لم يجدوا في كتاب اللَّه و لا في سنّة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) ما يسعفهم فيما يسألون عنه أعملوا رأيهم و اجتهدوا و حاولوا الوصول إلى حكم اللَّه في المسائل التي تعرض عليهم ملبّين رغبات الناس و أهل البلاد المفتوحة، و اتّسعت صدورهم و لم يتقيّدوا بقيود في المصلحة الواجب مراعاتها، و قبلوا من غير تفكير طويل الأمور الغريبة عنهم ما دام لا يوجد ضدّها اعتراض ديني أو خلقي أو واقعة فقهية حصلت، و بهذا كان اجتهادهم فسيحا متّسعا لحاجات النّاس و مصالحهم، و كانت حريّة هذا الاجتهاد كفيلة بالتّقنين و التّشريع لكل معاملاتهم و حاجاتهم، و من هنا أخذ الفقه يتطور حثيثا، و يخطو خطوات سريعة نحو التقدّم و الازدهار.

نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست