نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 476
بإسناده أنه كان له حينئذ اثنتا عشرة سنة، و ذكر القصة مبسوطة جدّا، و زاد: إن أولئك النفر كانوا من يهود.
و قد وردت هذه القصة بإسناد رجاله ثقات من حديث أبي موسى الأشعريّ أخرجها التّرمذيّ و غيره، و لم يسم فيها الراهب، و زاد فيها لفظة منكرة، و هي قوله: و أتبعه أبو بكر بلالا، و سبب نكارتها أن أبا بكر حينئذ لم يكن متأهّلا، و لا اشترى يومئذ بلالا. إلا أن يحمل على أن هذه الجملة الأخيرة مقتطعة من حديث آخر أدرجت في هذا الحديث.
و في الجملة هي وهم من أحد رواته.
و أخرج ابن مندة من تفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي أحد الضعفاء المتروكين بأسانيده عن ابن عباس- أن أبا بكر الصديق صحب النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) و هو ابن ثمان عشرة سنة، و النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) ابن عشرين، و هم يريدون الشام في تجارة. حتى إذا نزل منزلا فيه سدرة قعد في ظلها، و مضى أبو بكر إلى راهب يقال له بحيرا يسأله عن شيء، فقال له: من الرجل الّذي في ظلّ السّدرة؟ فقال: محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب، فقال: هذا و اللَّه نبيّ، ما استظل نحتها بعد عيسى ابن مريم إلا محمّد.
و وقع في قلب أبي بكر التصديق، فلما بعث نبي اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) اتبعه، فهذا إن صحّ يحتمل أن يكون في سفرة أخرى بعد سفرة أبي طالب.
و في «شرف المصطفى لأبي سعيد النّيسابوريّ» أنّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) مرّ ببحيرا أيضا لما خرج في تجارة خديجة و معه ميسرة، و أن بحيرا قال له: قد عرفت العلامات فيك كلها إلا خاتم النبوة فاكشف لي عن ظهرك، و أنه كشف له عن ظهره فرآه، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه و أشهد أنّك رسول اللَّه النبي الأمي الّذي بشرّ به عيسى ابن مريم، ثم ذكر القصّة مطولة جدا. فاللَّه أعلم.
و إنما ذكرته في هذا القسم، لأن تعريف الصحابي لا ينطبق عليه، و هو مسلم لقي النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) مؤمنا به. و مات على ذلك. فقولنا: مسلم يخرج من لقيه مؤمنا به قبل أن يبعث كهذا الرجل و اللَّه أعلم.
ذكره عبدان في الصحابة، و أخرج عن عباس الدّوري عن أبي نعيم عن عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن بحينة، قال: مرّ بي النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) و أنا منتصب أصلي بعد صلاة الفجر، فقال: «اجعلوا بينهما فصلا».