نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 366
في الصحابة، و تبعهم ابن الأثير و من بعده، و هو وهم لم يتنبه له أحد فيما علمت. و سأذكر كلامهم و أبيّن وجه الخطأ فيه، فقال البغويّ: أزهر بن قيس حدثني زياد بن أيوب، حدثنا مبشر بن إسماعيل، عن حريز، عن أبي الوليد أزهر بن قيس صاحب النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) أنه كان يتعوّذ في صلاته من فتنة المغرب [1]، لا أعلم له غيره.
قال ابن شاهين: أزهر بن قيس أبو الوليد، حدثنا عبد اللَّه بن محمد البغوي، فذكره و لم يزد شيئا.
و قال ابن عبد البرّ: أزهر بن قيس روى عنه حريز بن عثمان، لم يرو عنه غيره فيما علمت- حديثه عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) أنه كان يتعوّذ في صلاته من فتنة المغرب.
و أورده أبو موسى في الذيل، من طريق ابن شاهين لم يزد شيئا، و لما ذكره ابن الأثير اقتصر على ما أورده ابن عبد البر.
و قد تمّ الوهم عليهم فيه جميعا، و سببه أن الإسناد الّذي ساقه البغوي سقط منه والد أزهر، و اسم الصّحابي و بقي اسم أبيه فتركيب هذه الترجمة من اسم أزهر و من اسم والد أزهر، و اسم الصّحابي، و لا وجود لذلك في الخارج، و تبع البغويّ ابن شاهين، و بقيّة من جاء بعده من غير تأمّل.
و إيضاح ذلك أن حريز بن عثمان إنما روى الحديث المذكور عن أزهر بن راشد، و قيل: ابن عبد اللَّه الهوزني، عن عصمة بن قيس، عن النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم)، قال أبو زرعة الدمشقيّ:
حدثنا علي بن عيّاش، قال: حدثنا حريز بن عثمان، عن أبي الوليد أزهر الهوزني، عن عصمة بن قيس صاحب النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم)- أنه كان يتعوّذ باللَّه من فتنة المغرب.
و رواه ابن سعد عمن أخبره، عن أبي اليمان، عن حريز.
و كذا رواه البخاريّ في «تاريخه» عن أبي اليمان. و رواه ابن أبي عاصم و الطبرانيّ و أبو نعيم من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن حريز بن عثمان، عن أزهر بن عبد اللَّه، عن عصمة بن قيس.
[ (643،)] دائرة معارف الأعلمي 4/ 299، معجم رجال الحديث 3/ 21. أسد الغابة ت (78) الاستيعاب ت (19).
[1] المغرب: بالفتح ضد الشرق و هي بلاد واسعة كبيرة قيل حدّها من مدينة مليانه و هي آخر حدود إفريقية إلى آخر جبال السوس التي وراءها البحر المحيط، تدخل فيه جزيرة الأندلس. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1293.
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 366