نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 345
الناس ما يريدونه منه، فوردوا في بعض السنين ماء، فأورد بعض بني قطن بن نهشل- و اسمه بشر بن صبيح، و يكنى أبا بذّال- بعيره حوضا فضربه به رباب بن رميلة بعصا فشجّه، فكانت بين بني رميلة و بين بني قطن حرب، فأسر بنو قطن أبا أسماء أبيّ بن أشيم النهشلي، و كان سيد بني جرول بن نهشل، و كان مع بني رميلة، فقال نهشل بن جري: يا بني قطن، إن هذا لم يشهد شرّكم [1]، فخذوا عليه أن ينصرف عنكم بقومه، و أطلقوه، ففعلوا، فذهب من قومه بسبعين رجلا، فلما رأى الأشهب بن رميلة ذلك أصلح بينهم، و دفع أخاه رباب بن رميلة إليهم، و أخذ منهم الفتى المضروب، فلم يلبث أن مات عنده، فأرسل إلى بني قطن يعرض عليهم الدّية، و استعانوا بعباد بن مسعود، و مالك بن ربعيّ، و مالك بن عوف، و القعقاع بن معبد، فقالوا: لا ترضى إلا بقتل قاتله، و أرادوا قتل الرباب، فقال لهم: دعوني أصلّي ركعتين فصلّى. و قال: أما و اللَّه إني إلى ربي لذو حاجة، و ما منعني أن أزيد في صلاتي إلا أن يروا أنّ ذلك فرق من الموت، فدفعوه إلى والد المقتول، و اسمه خزيمة فضرب عنقه، و ذلك في الفتنة بعد قتل عثمان، فندم الأشهب على ذلك، فقال يرثي أخاه:
أ عينيّ قلّت عبرة من أخيكما* * * بأن تسهر اللّيل التّمام و تجزعا
و باكية تبكي ربابا و قائل* * * جزى اللَّه خيرا ما أعفّ و أمنعا
و قد لامني قوم و نفسي تلومني* * * بما قال رأيي في رباب و ضيّعا
فلو كان قلبي من حديد أذابه* * * و لو كان من صمّ الصّفا لتصدّعا [2]
[الطويل] [و ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» في حرف الزاي المنقوطة، و أنشد له ما قاله عند قتله أبا بذّال:
قلت له صبرا [3] أبا بذّال* * * تعلّمن و اللَّه لا أبالي
أن لا تؤوب آخر اللّيالي* * * صبرا [4] له لغرّة الهلال
[ ()] لجماعتهم و قيل: الصّمان جبل في أرض تميم أحمر ينقاد ثلاث ليال ليس له ارتفاع و قيل الصمان قرب رمل عالج و قيل هو بلد من بلاد تميم، و الصمان موضع من نواحي الشام بظاهر البلقاء. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 851، 852.