نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 19
ليشهد عليهم رسوله و يشهدوا هم على النّاس، فيكون مشهودا لهم بشهادة الرّسول، شاهدين على الأمم بقيام حجّة اللَّه عليهم [1].
و قال تعالى: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى[2].
قال ابن عبّاس: أصحاب محمد (صلى اللَّه عليه و سلّم) اصطفاهم اللَّه لنبيه (عليه السلام)[3].
تلك آيات عظيمة نزلت من عند المولى عزّ و جلّ تشهد بفضل و عدالة جميع أصحاب النّبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) الّذين كانوا معه في المواقف الحاسمة في تاريخ الدّعوة الإسلامية ابتداء من دار الأرقم بن أبي الأرقم، و انتهاء بفتح المدائن.
فمن الأمور القطعيّة الثبوت و الدّلالة أن عدالة أصحاب سيدنا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) جاءت من فوق سبعة أرقعة، فلا يتصور لإنسان مهما أوتي من علم و معرفة أن يطعن في صحابة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) بعد شهادة اللَّه عز و جل لهم!! و هذا سنفرد له كلمة عن الحديث عن سيدنا «أبي هريرة» رضي اللَّه تعالى عنه.
[3] شرح السنن بتحقيقنا 7/ 71 و الدّليل عليه قوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فاطر: 32 و حقيقة الاصطفاء: افتعال من التّصفية فيكون قد صفّاهم من الأكدار و الخطأ من الأكدار فيكونون مصفّين منه، و لا ينتقض هذا بما إذا اختلفوا، لأن الحق لم يعدهم، فلا يكون قول بعضهم كدرا، لأن مخالفته أكدر، و بيانه يزيل كونه كدرا بخلاف ما إذا قال بعضهم قولا و لا يخالف فيه فلو كان قولا باطلا و لم يرده راد لكان حقيقة الكدر، و هذا لأن خلاف بعضهم لبعض بمنزلة متابعة النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) في بعض أموره، فإنّها لا تخرجه عن حقيقة الاصطفاء: أعلام الموقعين 4/ 100.