responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحاطه في اخبار غرناطه نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 4  صفحه : 464
لا يعيي «1» مشوقك الأمر، وتوطأ على كبده الجمر «2» ، وقد مطلت الأيام بالقدوم على تربتك «3» المقدّسة اللّحد، ووعدت الآمال ودانت بإخلاف الوعد، وانصرفت الرّفاق والعين بإثمد «4» ضريحك ما اكتحلت، والركائب إليك ما ارتحلت «5» ، والعزائم قالت وما فعلت، والنواظر في تلك المشاهد الكريمة لم تسرح، وظهور «6» الآمال عن ركوب «7» العجز لم تبرح. فيا لها من «8» معاهد فاز من حيّاها، ومشاهد ما أعطر ريّاها! بلاد نيطت بها عليك التّمائم «9» ، وأشرقت بنورك منها النّجود والتّهائم. ونزل في حجراتها عليك الملك، وانجلى بضياء فرقانك فيها الحلك «10» ، مدارس الآيات والسّور، ومطالع المعجزات السّافرة الغرر «11» ، حيث قضيت الفروض وحتمت، وافتتحت سور «12» الوحي «13» وختمت، وابتدئت «14» الملّة الحنيفية وتمّمت، ونسخت الآيات وأحكمت. أما والذي بعثك بالحقّ هاديا، وأطلعك للخلق نورا باديا، لا يطفئ غلّتي إلّا شربك، ولا يسكّن لوعتي إلّا قربك، فما أسعد من أفاض من حرم الله إلى حرمك، وأصبح بعد أداء ما فرضت عن الله ضيف كرمك، وعفّر الخدّ في معاهدك ومعاهد أسرتك، وتردّد ما بين داري بعثتك وهجرتك «15» . وإني لما عاقتني عن زيارتك العوائق وإن كان شغلي عنك بك، وصدّتني «16» الأعداء فيك عن وصل سببي بسببك، وأصبحت بين «17» بحر تتلاطم أمواجه، وعدوّ تتكاثف أفواجه، ويحجب الشمس عند الظّهيرة عجاجه، في طائفة من المؤمنين بك وطّنوا على الصبر نفوسهم، وجعلوا التوكّل على الله وعليك لبوسهم «18» ، ورفعوا إلى مصارحتك رؤوسهم، واستعذبوا في مرضاة الله «19» ومرضاتك بوسهم «20» ، يطيرون من هيعة إلى أخرى،

نام کتاب : الاحاطه في اخبار غرناطه نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 4  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست