responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظم الحكم والاداره في عصر الايوبين والمماليك المراه في الحضاره العربيه المؤسسات الاجتماعيه في الحضاره العربيه مطبوع ضمن موسوعه الحضاره العربيه الاسلاميه نویسنده : سعيد عاشور    جلد : 1  صفحه : 369
داخلها بالتقشف، حتى أن بعض المعاصرين حاول أن يفسر لفظ "خانقاه" بأنه مشتق من الخنق؛ لأن المفروض في نزلائها أن يضيقوا على أنفسهم في حياتهم. على أن الخانقاوات لم تلبث أن نهضت هي الأخرى برسالة اجتماعية واضحة؛ من ذلك أنها غدت مأوى للغرباء. والمعروف عن الخانقاه الأولى التي أسسها صلاح الدين في مصر سنة 569هـ -والتي عرفت باسم سعيد السعداء- أنه نزل بها كثير من الغرباء القاطنين بمصر من أهل السنة.
هذا إلى أنه يبدو أن حياة الصوفية في الخانقاه لم تكن قاسية بالدرجة التي يتصورها البعض, وقد جاء في وصف خانقاه سرياقوس, التي أنشأها السلطان الناصر محمد بن قلاون سنة 725هـ، أنه كان "يصرف لكل صوفي في اليوم من لحم الضأن السليج رطل, قد طبخ في طعم شهي، ومن الخبز النقيّ أربعة أرطال، ويصرف له في كل شهر مبلغ أربعين درهمًا فضة، ورطل حلوى، ورطلان زيتًا من زيت الزيتون، ومثل ذلك من الصابون ... " وألحق بهذ الخانقاه حمام به "الحلاق لتدليك أبدانهم وحلق رءوسهم ... ".
وبفضل هذه المرونة تمكن صوفية الخانقاوات من النهوض بنشاط اجتماعي واضح؛ من ذلك أن عمرو بن عيسى -من صوفية الشيخونية- عرف بالبر بالأيتام والأرامل، كما أن بعضهم كان يقوم بتفرقة ما يزيد عن حاجته من الطعام على المحتاجين من المارة بالطريق, ونسمع عن بعض الصوفية أنه اشتغل بتربية الأطفال الأيتام، ومن هؤلاء المربين: ناصر الدين خليل, أحد صوفية الشيخونية، ويحيى بن محمد الدماطي, من صوفية المؤيدية.
ومثل هذا يقال عن المنشآت والمؤسسات التجارية التي انتشرت في
نام کتاب : نظم الحكم والاداره في عصر الايوبين والمماليك المراه في الحضاره العربيه المؤسسات الاجتماعيه في الحضاره العربيه مطبوع ضمن موسوعه الحضاره العربيه الاسلاميه نویسنده : سعيد عاشور    جلد : 1  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست