responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظم الحكم والاداره في عصر الايوبين والمماليك المراه في الحضاره العربيه المؤسسات الاجتماعيه في الحضاره العربيه مطبوع ضمن موسوعه الحضاره العربيه الاسلاميه نویسنده : سعيد عاشور    جلد : 1  صفحه : 240
في وقت انسابت عناصر غير عربية, معظمها حديث عهد نسبيًّا بالإسلام -من أتراك وتركمان وأكراد- إلى قلب الوطن الإسلاميّ، لتغذيه بدماء فتية جديدة، وتتحمل العبء الأكبر في مسئولية الحكم من ناحية، والجهاد والذود عنه من ناحية أخرى. وإذا كانت الدولة الأيوبية قد ظهرت وليدة الخطر الصليبي الذي هدد منطقة الشرق الأدنى في أواخر القرن الخامس الهجري-الحادي عشر للميلاد, واستمدت وجودها من مواجهة هذا الخطر، ومواصلة الكفاح بهدف التغلب عليه، فإن ملوك هذه الدولة من بني أيوب اضطروا إلى اتخاذ عناصر من المماليك -الترك وغير الترك- وتكوين فرقة حربية من هذه العناصر تشد أزرهم في معاركهم الداخلية ضد بعضهم البعض من ناحية، وفي صراعاتهم ضد القوى الخارجية، التي هددت كيانهم وكيان المنطقة من ناحية أخرى. ولم يلبث هؤلاء المماليك أن استأثروا بالحكم دون سادتهم من بني أيوب، وذلك حوالي منتصف القرن السابع الهجري-الثالث عشر للميلاد, وأقاموا لأنفسهم دولة في مصر والشام، استمرت في الحكم حتى الغزو العثماني للوطن العربي في أوائل القرن العاشر الهجري-السادس عشر للميلاد.
والغريب في أمر هؤلاء المماليك الذين وجدوا بأعداد كبيرة، ترجع إلى أصول وجنسيات متباينة، أنهم حرصوا على الاحتفاظ بكيانهم خشية الذوبان في المجتمع العربي الكبير الذي استقروا وسطه، فلم يختلطوا جنسيًّا بأهل البلاد، وظلوا طبقة قائمة بذاتها, لها شخصيتها الفريدة الخاصة بها.
ولا يعنينا هنا ما صحب حكم الأيوبيين والمماليك من انثيال عادات اجتماعية جديدة، وألوان مستحدثة من الزيِّ والطعام، فضلًا عن مئات الألفاظ والكلمات الأعجمية، التي غدت شائعة الاستعمال في الحياة اليومية عند العامة والخاصة, بقدر ما يعنينا أثر هذه العناصر الجديدة في نظم الإدارة والحكم. ذلك أن الأيوبيين أدخلوا من النظم الجديدة ما يختلف إلى
نام کتاب : نظم الحكم والاداره في عصر الايوبين والمماليك المراه في الحضاره العربيه المؤسسات الاجتماعيه في الحضاره العربيه مطبوع ضمن موسوعه الحضاره العربيه الاسلاميه نویسنده : سعيد عاشور    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست