responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 70

قال: و إنه في كلامه ليتخوف خذلان الناس إيّاه. قال: فسكتوا فما تكلّم منهم أحد، و لا أجاب بحرف.

فلما رأى ذلك عدي بن حاتم قال:

أنا ابن حاتم، سبحان اللّه، ما أقبح هذا المقام؟ألا تجيبون إمامكم، و ابن بنت نبيكم، أين خطباء مضر؟أين المسلمون؟أين الخوّاضون من أهل المصر الذين ألسنتهم كالمخاريق‌ [1] في الدعة، فإذا جدّ الجدّ فروّاغون كالثعالب، أما تخافون مقت اللّه، و لا عيبها و عارها.

ثم استقبل الحسن بوجهه فقال:

أصاب اللّه بك المراشد، و جنّبك المكاره، و وفقك لما يحمد ورده و صدره، فقد سمعنا مقالتك، و انتهينا إلى أمرك، و سمعنا منك، و أطعناك فيما قلت و ما رأيت، و هذا وجهي إلى معسكري، فمن أحب أن يوافيني فليوافي.

ثم مضى لوجهه، فخرج من المسجد و دابته بالباب، فركبه و مضى إلى النّخيلة، و أمر غلامه أن يلحقه بما يصلحه، و كان عدي أول الناس عسكرا.

ثم قام قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري و معقل بن قيس الرياحي، و زياد بن صعصعة التيمي‌ [2] فأنّبوا الناس و لاموهم و حرضوهم، و كلموا الحسن بمثل كلام عدي بن حاتم في الإجابة و القبول.

فقال لهم الحسن: صدقتم-رحمكم اللّه-ما زلت أعرفكم بصدق النية، و الوفاء بالقول و المودة الصحيحة، فجزاكم اللّه خيرا ثم نزل.

و خرج الناس، فعسكروا، و نشطوا للخروج، و خرج الحسن إلى معسكره، و استخلف على الكوفة المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، و أمره باستحثاث الناس و إشخاصهم إليه، فجعل يستحثهم و يخرجهم، حتى التأم العسكر] [3] .


[1] المخاريق: جمع مخراق: منديل أو نحوه يلوي فيضرب به-اللسان 11/363.

[2] في المخطوطة «زياد بن خصفة» و التصويب من ابن أبي الحديد.

[3] الزيادة من الخطية و هي ثابتة في ابن أبي الحديد 4/13.

نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست