responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 69

فلما وصل كتاب الحسن إلى معاوية قرأه، ثم كتب إلى عماله على النواحي نسخة واحدة:

بسم اللّه الرحمن الرحيم من معاوية أمير المؤمنين إلى فلان بن فلان و من قبله من المسلمين، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أما بعد، فالحمد للّه الذي كفاكم مؤنة عدوكم و قتلة خليفتكم، إن اللّه بلطفه و حسن صنعه أتاح لعلي بن أبي طالب رجلا من عباده. فاغتاله فقتله، فترك أصحابه متفرقين مختلفين، و قد جاءتنا كتب أشرافهم و قادتهم يلتمسون الأمان لأنفسهم و عشائرهم، فاقبلوا إليّ حين يأتيكم كتابي هذا بجندكم و جهدكم و حسن عدتكم، فقد أصبتم بحمد اللّه الثأر، و بلغتم الأمل، و أهلك اللّه أهل البغي و العدوان، و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته‌ [1] .

قال: فاجتمعت العساكر إلى معاوية بن أبي سفيان، و سار قاصدا إلى العراق و بلغ الحسن خبر مسيره، و أنه بلغ‌[جسر]منبج، فتحرّك لذلك، و بعث حجر بن عديّ يأمر العمال و الناس بالتهيؤ للمسير، و نادى المنادي:

الصلاة جامعة، فأقبل الناس يثوبون و يجتمعون، فقال الحسن: إذا رضيت جماعة الناس فأعلمني، و جاء سعيد بن قيس الهمداني، فقال: اخرج، فخرج الحسن-عليه السلام-فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:

أما بعد، فإن اللّه كتب الجهاد على خلقه، و سمّاه كرها [2] .

ثم قال لأهل الجهاد من المؤمنين‌ وَ اِصْبِرُوا إِنَّ اَللََّهَ مَعَ اَلصََّابِرِينَ [3] ، فلستم أيّها الناس نائلين ما تحبون، إلاّ بالصبر على ما تكرهون، إنه بلغني أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا على المسير إليه، فتحرك لذلك، فأخرجوا-رحمكم اللّه-إلى معسكركم بالنخيلة[حتى ننظر و تنظروا و نرى و تروا].


[1] ابن أبي الحديد 4/13.

[2] قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ اَلْقِتََالُ وَ هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ .

[3] سورة الأنفال 46.

نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست