responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 67

و ذكرت وفاة النبي (ص) ، و تنازع المسلمين من بعده، فرأيتك صرحت بتهمة أبي بكر الصديق، و عمر الفاروق، و أبي عبيدة الأمين، و حواري الرسول (ص) ، و صلحاء المهاجرين و الأنصار، فكرهت ذلك لك، فإنك امرؤ عندنا و عند الناس غير ظنين، و لا المسي‌ء و لا اللئيم، و أنا أحب لك القول السديد و الذكر الجميل.

إن هذه الأمة لما اختلفت بعد نبيها لم تجهل فضلكم، و لا سابقتكم و لا قرابتكم من النبي (ص) ، و لا مكانتكم في الإسلام و أهله، فرأت الأمة أن تخرج من هذا الأمر لقريش لمكانها من نبيها، و رأى صلحاء الناس من قريش و الأنصار و غيرهم من سائر الناس و عامتهم أن يولوا هذا الأمر من قريش أقدمها إسلاما و أعلمها باللّه و أحبها له و أقواها على أمر اللّه، و اختاروا أبا بكر، و كان ذلك رأي ذوي الحجى و الدين و الفضيلة و الناظرين للأمة، فأوقع ذلك في صدوركم لهم التهمة، و لم يكونوا بمتهمين، و لا فيما أتوا بمخطئين، و لو رأى المسلمون فيكم من يغني غناءه أو يقوم مقامه، أو يذب عن حريم المسلمين ذبه، ما عدلوا بذلك الأمر إلى غيره رغبة عنه، و لكنهم‌عملوا في ذلك بما رأوه صلاحا للإسلام و أهله، فاللّه يجزيهم عن الإسلام و أهله خيرا.

و قد فهمت الذي دعوتني إليه من الصلح، و الحال فيما بيني و بينك اليوم مثل الحال التي كنتم عليها أنتم و أبو بكر بعد النبي (ص) ، و لو علمت أنك أضبط مني للرعية، و أحوط على هذه الأمة، و أحسن سياسة، و أقوى على جمع الأموال و أكيد للعدو، لأجبتك إلى ما دعوتني إليه، و رأيتك لذلك أهلا، و لكني قد علمت أني أطول منك ولاية، و أقدم منك لهذه الأمة تجربة، و أكثر منك سياسة، و أكبر منك سنا، فأنت أحق أن تجيبني إلى هذه المنزلة التي سألتني، فأدخل في طاعتي و لك الأمر من بعدي، و لك ما في بيت مال العراق من مال بالغا ما بلغ تحمله إلى حيث أحببت و لك خراج أي كور العراق شئت، معونة لك على نفقتك، يجيبها لك أمينك، و يحملها إليك في كل سنة، و لك ألا يستولى عليك بالإساءة و لا تقضي دونك الأمور، و لا تعصى في أمر أردت به طاعة اللّه عز و جل، أعاننا اللّه و إيّاك على طاعته إنه سميع مجيب الدعاء، و السلام.

نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست