حدثني أحمد بن عبيد اللّه بن عمار[الثقفي] [1] ، قال: حدثنا محمد بن أحمد الحر، قال حدثنا محمد بن الحسين بن السميدع، قال:
قال لي عمي:
ما رأيت رجلا أورع من يحيى بن عمر، أتيته فقلت له: يابن رسول اللّه، لعلّ الذي حملك على هذا الأمر الضيقة، و عندي ألف دينار ما أملك سواها فخذها فهي لك، و آخذ لك من إخوان لي ألف دينار آخر.
قال: فرفع رأسه ثم قال: فلانة بنت فلان-يعني زوجته-طالق ثلاثا، إن كان خروجي إلاّ غضبا للّه عزّ و جلّ.
فقلت له: امدد يدك، فبايعته و خرجت معه.
65-الحسين بن محمد بن حمزة
و الحسين بن محمد بن حمزة بن عبد اللّه [2] بن الحسين بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب و يعرف بالحرون.
خرج بالكوفة بعدي يحيى بن عمر، فوجه إليه المستعين مزاحم بن خاقان في عسكر عظيم، فلما قارب الكوفة خرج الحسين الحرون عنها و خالفه الطريق حتى صار إلى سرّمنرأى، و قد بويع المعتز فبايع له، و انصرف مزاحم عن الكوفة.
فمكث الحسين الحرون مدة ثم هرب، و أراد الخروج ثانية فرد و حبس بضع عشرة سنة، فأطلقه المعتمد بعد ذلك في سنة ثمان و ستين و مائتين.
فخرج أيضا بسواد الكوفة، فعاد و أفسد فظفر به في آخر سنة تسع و ستين و مائتين، فحمل إلى الموقف فحبسه بواسط فمكث في محبسه سنة سبعين و إحدى و سبعين، ثم توفي، فأمر الموفق بدفنه و الصلاة عليه.
و لم يكن ممن يحمد مذهبه في خروجه[فنسوق خبره]و لقد رأيت جماعة من الكوفيين يعيرون من خرج معه بذلك و يسبونه به.