responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 497

بربري كان أحمد بن عيسى يأنس به، فلما قدم هذا الرجل و كان يعرف بعيسى الرواوزدي، أتى ذلك البربري أحمد بن عيسى كما كان يأتيه، فوصف له عيسى‌هذا و قال له: إنه من شيعتك و من حاله و من قصته، فأذن له فدخل إليه و هو جالس، و معه ابن إدريس بن عبد اللّه، و كاتب كان لإبراهيم بن عبد اللّه، فبدأ بأحمد بن عيسى و ابن إدريس فقبل أيديهما، و جلس معهما و آنسهما، و جعل يرسل إليهما بالهدايا و الكسوة، و اشترى لهما وصيفتين، فاطمأنا إليه و أكلا من طعامه و شربا من شرابه، فلما وقعت الثقة قال له: هذا بلد ضيّق و لا خير فيه، فهلما معي حتى أوافي بكما مصر و إفريقية؛ فإن أهلهما يخفون معي و يطيعونني. قالوا: و كيف تأخذ بنا؟ قال: أجلسكم الماء إلى واسط، ثم آخذ بكم على طريق الكوفة، ثم على الفرات إلى الشام. فأجابوه فأجلسهم في السفينة، و صيّر معهم أعوان أبي الساج أمناء عليهم و مضوا.

و لما كان في بعض الطريق قال لهم: أتقدمكم إلى واسط لإصلاح بعض ما نحتاج إليه من سفرنا من كراء أو غيره، و مضى هو و البربري فركبا دواب البريد و أوصى الموكلين بهما ألاّ يعلمونهم بشي‌ء و لا يوهمونهم أنهم من أصحاب السلطان، و أن يحتاطوا عليهم ما قدروا، ففعلوا ذلك و مضوا.

فلما كانوا ببعض الطريق حبسهم أصحاب الصدقة و قالوا: لا تجوزوا، فصاح بهم الموكلون: نحن من أصحاب أبي الساج و أعوانه جئنا في أمر مهم، فخلوا عنهم، و انتبه أحمد بن عيسى و أصحابه لذلك، فلما جاوزوا قليلا قال لهم أحمد بن عيسى: أقدموا إلى الشط [1] لنصلي. فقدم الملاحون، و خرجوا، فتفرقوا بين النخل و تستروا بها و أبعدوا عن أعين الموكلين، و الموكلون في الزورق لا يوهمونهم أنهم معهم، فلما بعدوا عن أعينهم جعلوا يحضرون على أقدامهم حتى فاتوهم هربا و بعدوا عنهم. و طال انتظار الموكلين بهم، فلم يعرفوا خبرهم و ما الذي أبطأ بهم، فخرجوا يطلبونهم، فلم يجدوهم، و تتبعوا آثارهم و جدّوا في أمرهم، فلم يقدروا عليهم، فرجعوا إلى الزورق خائبين حتى أتوا واسط، و قد قدمها عيسى صاحب بريد أصبهان الذي دبّر على القوم ما دبر، و قد وجّه معه الرشيد ثلاثين رجلا ليتسلم


[1] في ط و ق «اقدموا إلى واسط» .

نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 497
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست