بل أيها الراكب المخبر أو النا # عي ابن لي لأمّك الهبل
ما فعل الفارس المحامي إذا ما الـ # حرب فرّت أنيابها العصل [1]
أأنت أبصرته على شرف # للّه عيناك أيها الرجل
من فوق جذع أناف شائلة # ترمي إليها بلحظها المقل
إن كنت أبصرته كذاك فما # أسلمه ضعفه و لا الفشل
و لو تراه عليه شكته # و الموت دان و الحرب تشتعل
في موطن و الحتوف مشرعة # فيها قسيّ المنون تنتضل
و القوم منهم مضرّج بدم # و موثق أسره و منجدل
و فائظ نفسه و ذو رمق # يطمع فيه الضباع و الحجل
في صدره كالوجار من يده # يغيب فيها السنان و الفتل
يميل منها و الموت يحفزه # كما يميل المرنّح الثّمل
في كفه عضبة مضاربها # و ذابل كالرّشاء معتدل
لخلت أنّ القضاء من يده # و للمنايا من كفّه رسل
يا ربّ يوم حمى فوارسه # و هوّ لا مرهق و لا عجل
كأنه آمن منيّته # في الرّوع لما تشاجر الأسل
في موطن لا يقال عاثره # يغصّ فيه بريقه البطل
أبا السّرايا نفسي مفجّعة # عليك و العين دمعها خضل
من كان يغضي عليك مصطبرا # فإن صبري عليك مختزل
هلاّ وقاك الرّدى الجبان إذا # ضاقت عليه بنفسه الحيل
أم كيف لم تخشك المنون و لم # يرهبك إذ حان يومك الأجل
فاذهب حميدا فكل ذي أجل # يموت يوما إذا انقضى الأجل
الموت مبسوطة حبائله # و الناس ناج منهم و محتبل
من تعتلقه تفت به أبدا # و من نجا يومه فلا يئل [2]
[1] في ط و ق «قرت أنيابها» .
[2] فلا يئل: أي فلا يخلص، جاء في تاج العروس: «و في حديث علي رضي اللّه عنه أن درعه كانت صدرا بلا ظهر، فقيل له: لو احترزت من ظهرك، فقال: إذا أمكنت من ظهري فلا و ألت، أي لا نجوت» .