responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 396

كانت في يده حججا له، فيقرؤها الرشيد و أطراف الكتب في يد يحيى، فتمثل بعض من حضر [1] :

أنّى أتيح له حرباء تنصبة # لا يرسل الساق إلاّ مرسلا ساقا [2]

فغضب الرشيد من ذلك و قال للمتمثل: أتؤيده و تنصره؟ قال: لا، و لكني شبهته في مناظرته و احتجاجه بقول هذا الشاعر.

ثم أقبل عليه فقال: دعني من هذا، يا يحيى أينا أحسن وجها أنا أو أنت؟ قال: بل أنت يا أمير المؤمنين، إنك لأنصع لونا و أحسن وجها.

قال: فأينا أكرم و أسخى، أنا أو أنت؟.

فقال: و ما هذا يا أمير المؤمنين، و ما تسألني عنه، أنت تجبي إليك خزائن الأرض و كنوزها، و أنا أتمحل معاشي من سنة إلى سنة.

قال: فأينا أقرب إلى رسول اللّه (ص) ، أنا أو أنت؟.

قال: قد أجبتك عن خطتين، فاعفني من هذه! قال: لا و اللّه. قال: بل فاعفني، فحلف بالطلاق و العتاق ألاّ يعفيه.

فقال: يا أمير المؤمنين لو عاش رسول اللّه (ص) و خطب إليك ابنتك أكنت تزوجه؟.

قال: إي و اللّه! قال: فلو عاش فخطب إليّ أ كان يحل لي أن أزوجه؟.

قال: لا قال: فهذا جواب ما سألت.

فغضب الرشيد و قام من مجلسه، و خرج الفضل بن ربيع و هو يقول:

لوددت أني فديت هذا المجلس بشطر ما أملكه.

قالوا: ثم ردّه إلى محبسه في يومه ذلك.

ثم دعا [3] به و جمع بينه و بين عبد اللّه بن مصعب الزبيري ليناظره فيما رفع إليه،


[1] في تاريخ بغداد 14/111 «لأنت أصغر من حرباء تنضبة» .

[2] في اللسان «قال أبو عبيد: و من الأشجار التنضب، واحدتها تنضبة، شجرة ضخمة تقطع منها العمد» .

[3] نقل ذلك ابن أبي الحديد 4/352.

نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست