سمع على مياه غطفان كلها ليلة قتل الحسين صاحب فخ هاتف يهتف و يقول:
ألا يا لقوم للسواد المصبّح # و مقتل أولاد النبي ببلدح
لبيك حسينا كل كهل و أمرد # من الجن ان لم يبكك من الأنس نوح
فإني لجني و إن معرّسي # لبلبرقة السوداء من دون زحزح
فسمعها الناس لا يدرون ما الخبر حتى أتاهم قتل الحسين.
أنشدني أحمد بن عبد اللّه بن عمار، قال: أنشدني عمر بن شبّة، قال: أنشدني سليمان بن داود بن علي العباسي لأبيه يرثي من قتل بفخ.
و أنشدنيها أحمد بن سعيد، قال أنشدنا يحيى بن الحسن، قال أنشدني موسى بن داود السلمي لأبيه [1] يرثيهم، فلا أدري الوهم ممن هو:
يا عين أبكي بدمع منك منهتن [2] # فقد رأيت الذي لاقى بنو حسن
صرعى بفخ تجر الريح فوقهم # أذيالها و غوادي الدلج المزن
حتى عفت أعظم لو كان شاهدها # محمد ذبّ عنها ثم لم تهن [3]
ما ذا يقولون و الماضون قبلهم # على العداوة و البغضاء و الأحن
ما ذا يقولون إن قال النبي لهم: # ما ذا صنعتم بنا في سالف الزمن؟
لا الناس من مضر حاموا و لا غضبوا # و لا ربيعة و الأحياء من يمن
يا ويحهم كيف لم يرعوا لهم حرما # و قد رعى الفيل حق البيت ذي الركن
[1] في معجم البلدان 6 ك 342 «ابن موسى داود بن سلم لأبيه» .
[2] في معجم البلدان «منك منهمر» .
[3] في المعجم «ثم لم يهن» .