الحسين طويلا لا يجيبه، ثم رفع رأسه إليه فقال: أنت في سعة.
حدثني علي بن إبراهيم، قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا عنيزة القصباني [1][2] بهذا:
رجع الحديث إلى حيث انتهى من قصصهم.
قال: و قال الحسين لموسى بن جعفر في الخروج فقال له: إنك مقتول فأحدّ الضراب فإن القوم فسّاق يظهرون إيمانا، و يضمرون نفاقا و شركا، فإنا للّه و إنا إليه راجعون، و عند اللّه عز و جل أحتسبكم من عصبة.
قال: و خطب الحسين بن علي بعد فراغه من الصلاة فحمد اللّه و أثنى عليه و قال:
أنا ابن رسول اللّه، على منبر رسول اللّه، و في حرم رسول اللّه، أدعوكم إلى سنة رسول اللّه (ص) [3] .
أيّها الناس: أتطلبون آثار رسول اللّه في الحجر و العود، و تتمسحون بذلك، و تضيعون بضعة منه! فقال الراوي للحديث: فقلت في نفسي قولا أسره: إنا للّه ما صنع هذا بنفسه. قال: و إلى جنبي عجوز مدنية فقالت: اسكت ويلك، ألابن رسول اللّه تقول هذا؟ قلت: يرحمك اللّه و اللّه ما قلت هذا إلاّ للإشفاق عليه.
قالوا: فأقبل خالد البربري [4] و كان مسلحة للسلطان بالمدينة في السلاح [5]
و معه أصحابه حتى وافوا باب المسجد الذي يقال له: باب جبرائيل، فنظرت إلى يحيى بن عبد اللّه قد قصده و في يده السيف فأراد خالد أن ينزل فبدره يحيى فضربه