و قال لي: كل، فأكلت رغيفا و نصف الآخر مع قثاءة و نصف فشبعت و تركت الباقي، فلما كان بعد أيام جئته فأخرج لي الكسرة و نصف القثاءة و قد ماتت فقال لي: كل فقلت: و أي شيء كان في هذا حتى خبأته لي.
قال: قد أعطيتك إيّاه فصار لك فأكلت بعضه و بقي البعض، فكله إن شئت أو فتصدق به.
حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، قال: حدثني عمي عبيد اللّه، عن القاسم بن أبي شيبة، عن أبي نعيم، قال:
حدّثني من شهد عيسى بن زيد لما انصرف من واقعة باخمري و قد خرجت عليه لبؤة معها أشبالها، فعرضت للطريق و جعلت تحمل على الناس، فنزل عيسى فأخذ سيفه و ترسه ثمنزل إليها فقتلها، فقال له مولى له: أيتمت أشبالها يا سيدي فضحك فقال: نعم أنا ميتم الأشبال، فكان أصحابه بعد ذلك إذا ذكروه كنوا عنه و قالوا: قال موتم الأشبال كذا، و فعل موتم الأشبال كذا، فيخفى أمره.
و قد ذكر ذلك يموت بن المزرّع [1] في قصيدة رثى فيها أهل البيت عليهم السلام.
و ذكرها أيضا الشّميطي [2] ، و كان من شعراء الامامية، في قصيدة عاب فيها من خرج من الزيدية رضوان اللّه عليهم فقال:
سنّ ظلم الإمام للناس زيد # إنّ ظلم الإمام ذو عقّال
و بنو الشيخ و القتيل بفخ # بعد يحيى و موتم الأشبال
أخبرنا عيسى بن الحسين الورّاق، قال: حدثني علي بن محمد بن سليمان
[2] في ط و ق «الشمطي» و في الخطية «السميطي» و هو أبو السري معدان الأعمى الشميطي، و الشميطية فرقة من الشيعة الإمامية الرافضة نسبت إلى أحمر بن شميط. راجع الحيوان 2/268 و البيان و التبيين 3/212.