حج عيسى بن زيد و الحسن[بن صالح]، فسمعنا مناديا ينادي: ليبلغ الشاهد الغائب أن عيسى بن زيد آمن في ظهوره و تواريه، فرأى عيسى بن زيد الحسن بن صالح قد ظهر فيه سرور بذلك فقال: كأنك قد سررت بما سمعت، فقال: نعم. فقال له عيسى: و اللّه لإخافتي إيّاهم ساعة أحبّ إليّ من كذا و كذا.
حدّثني عيسى بن الحسين الورّاق، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن مسعود الروقي، قال: حدّثني السري بن مسكين الأنصاري المدني، قال:
حدثني يعقوب بن داود، قال:
دخلت مع المهدي في قبة في بعض الخانات في طريق خراسان، فإذا حائطها عليه أسطر مكتوبة، فدنا و دنوت معه فإذا هي هذه الأبيات:
و اللّه ما أطعم طعم الرّقاد # خوفا إذا نامت عيون العباد
شرّدني أهل اعتداء و ما # أذنبت ذنبا غير ذكر المعاد
آمنت باللّه و لم يؤمنوا # فكان زادي عندهم شر زاد
أقول قولا قاله خائف # مطرد قلبي كثير السهاد
منخرق الخفّين يشكو الوجى # تنكبه أطراف مرو حداد
شرده الخوف فأزرى به # كذاك من يكره حرّ الجلاد
قد كان في الموت له راحة # و الموت خم في رقاب العباد [1]
قال: فجعل المهدي يكتب تحت كل بيت: «لك الأمان من اللّه و مني فأظهر متى شئت» حتى كتب ذلك تحتها أجمع، فالتفت فإذا دموعه تجري على خده، فقلت له: من ترى قائل هذا الشعر يا أمير المؤمنين؟.
قال: أتتجاهل عليّ؟من عسى أن يقول هذا الشعر إلاّ عيسى بن زيد.