و أمه أم ولد، ولد في الوقت الذي أشخص فيه أبوه زيد بن علي إلى هشام بن عبد الملك، و كانت أم عيسى بن زيد معه في طريقه، فنزل ديرا للنصارى و وافق نزوله إيّاه ليلة الميلاد، و ضربها المخاض هنالك فولدته له تلك الليلة، و سمّاه أبوه عيسى باسم المسيح عيسى ابن مريم-صلوات اللّه عليهما-.
حدثني بذلك محمد بن سعيد، قال: حدثنا بذلك محمد بن منصور، عن أحمد بن عيسى بن زيد.
و شهد عيسى مع محمد بن عبد اللّه بن الحسن و أخيه إبراهيم حربهما.
و اختلف في سبب تواريه، فقيل إنه أنكر على إبراهيم بن عبد اللّه أنه كبّر على جنازة أربعا ففارقه، و قيل بل ثبت معه حتى قتل ثم توارى بعد ذلك.
أخبرنا يحيى بن علي، و أحمد بن عبد العزيز، قالا: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن أبي الكرام، قال [1] :
صلّى إبراهيم على جنازة بالبصرة و كبّر عليها أربعا، فقال له عيسى بن زيد: لم نقصت واحدة و قد عرفت تكبير أهل بيتك؟.
فقال: هذا أجمع لهم، و نحن إلى اجتماعهم محتاجون، و ليس في تكبيرة تركتها ضرر إن شاء اللّه، ففارقه عيسى و اعتزل. و بلغ ذلك أبا جعفر فأرسل إلى عيسى يبذل له ما سأل على أن يخذل الزيدية عن إبراهيم، فلم يتم الأمر بينهما حتى قتل إبراهيم، فاستخفى عيسى، فقيل لأبي جعفر: ألا تطلبه. فقال: لا و اللّه. لا أطلب منهم رجلا أبدا بعد محمد و إبراهيم، أنا أجعل لهم بعدها ذكرا [2] .