حدثني المدائني عن ابن دأب [1] قال: حدثني عمير بن الفضل الخثعمي، قال:
رأيت أبا جعفر المنصور يوما، و قد حرج محمد بن عبد اللّه بن الحسن من دار ابنه، و له فرس واقف على الباب مع عبد له أسود، و أبو جعفر ينتظره، فلما خرج وثب أبو جعفر فأخذ بردائه حتى ركب، ثم سوى ثيابه على السرج، و مضى محمد فقلت و كنت حينئذ أعرفه و لا أعرف محمدا: من هذا الذي أعظمته هذا الإعظام حتى أخذت بركابهو سوّيت عليه ثيابه؟قال: أو ما تعرفه؟قلت:
لا. قال: هذا محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن، مهديّنا أهل البيت.
أخبرنا محمد بن زكريا الصحاف البصري، قال: حدثنا قعنب بن محرز، عن المدائني، عن ابن دأب، قال:
لم يزل محمد بن عبد اللّه بن الحسن، منذ كان صبيا، يتوارى و يراسل الناس بالدعوة إلى نفسه، و يسمى بالمهدي.
أخبرنا يحيى بن علي، و عمر بن عبد اللّه، و الجوهري، قالوا: حدّثني عمر بن شبّة، قال: حدّثني يعقوب بن القاسم، قال: حدّثتني أمي فاطمة بنت عمر[بن عاصم] [2] ، قالت: أخبرتني أم كلثوم بنت وهب، قالت:
كان يوجد في الرواية أنه يملك رجل اسمه اسم النبي (ص) ، و اسم أمه على ثلاث أحرف أولها هاء و آخرها دال. قال: و كانوا يظنون محمد بن عبد اللّه بن الحسن، و أمه هند.
أخبرني يحيى بن علي، و الجوهري، و العتكي، قالوا: حدثنا أبو زيد، قال: حدّثنا عيسى بن عبد اللّه، قال: حدثني أبو سلمة المصبحي، قال:
حدثني مولى لأبي جعفر، قال:
أرسلني أبو جعفر، فقال: اجلس عند المنبر فاسمع ما يقول محمد.
فسمعته يقول: إنكم لا تشكون أني أنا المهدي، و أنا هو. فأخبرت بذلك أبا جعفر، فقال: كذب عدو اللّه، بل هو ابني.
[1] هو عيسى بن يزيد بن دأب ترجمته في لسان الميزان 4/408 و تاريخ بغداد 11/148.