قال: فضجر عبد اللّه ضجرة فقال: يا علي ألا ترى ما نحن فيه من البلاء؟. ألا تطلب إلى ربك عز و جلّ أن يخرجنا من هذا الضيق و البلاء؟.
قال: فسكت عنه طويلا ثم قال: يا عم إن لنا في الجنة درجة لم نكن لنبلغها إلاّ بهذه البلية، أو بما هو أعظم منها؛ و إن لأبي جعفر في النار موضعا لم يكن ليبلغه حتى يبلغ منا مثل هذه البلية، أو أعظم منها؛ فإن تشأ أن تصبر، فما أوشك فيما أصبنا أن نموت فنستريح من هذا الغم كأن لم يكن منه شيء، و إن تشأ أن ندعو ربنا عز و جل أن يخرجك من هذا الغم، و يقصّر بأبي جعفر غايته التي له في النار، فعلنا.
قال: لا، بل اصبر.
فما مكثوا إلاّ ثلاثا حتى قبضهم اللّه إليه.
و توفي علي بن الحسن و هو ابن خمس و أربعين سنة، لسبع بقين من المحرم سنة ست و أربعين و مائة.
20-عبد اللّه بن الحسن بن الحسن
و عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام و يكنى أبا جعفر [1] .
و أمه أم عبد اللّه بنت عامر، و هي أم أخيه علي.
أخبرنا عمر بن عبد اللّه، قال: حدّثنا عمر بن شبّة، قال: حدّثني محمد بن يحيى، عن الحرث بن إسحاق، قال:
خرج رياح ببني حسن؛ و محمد بن عبد اللّه بن عمرو إلى الرّبذة [2] ، فلما
[1] في الطبري 9/192 «و حدثني إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم قال: حبس معهم أبو جعفر عبد اللّه بن حسن ابن حسن أخا علي» .