و لا أعلمه قتل أحدا منهم، و لا أجري إلى جليس له مكروها، إلاّ أن محمدا و إبراهيم خافاه فتواريا عنه، و كانت بينه و بين أبيهما مخاطبات في أمرهما.
منها ما أخبرني به عمر بن عبد اللّه بن جميل العتكي، قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال: حدثني محمد بن يحيى، قال:
لما تولّى أبو العباس، وفد إليه عبد اللّه بن الحسن بن الحسن، و أخوه الحسن بن الحسن، فوصلهما، و خص عبد اللّه، و واخاه و آثره، حتى كان يتفضل بين يديه في ثوب؛ و قال له: ما رأي أمير المؤمنين غيرك على هذا الحال، و لكن أمير المؤمنين إنما يعدّك عمّا و والدا. و قال له: إني كنت أحبّ أن أذكر لك شيئا.
فقال عبد اللّه: ما هو يا أمير المؤمنين؟.
فذكر ابنيه محمدا، و إبراهيم، و قال: ما خلّفهما و منعهما أن يفدا إلى أمير المؤمنين مع أهل بيتهما؟قال: ما كان تخلّفهما لشيء يكرهه أمير المؤمنين. فصمت أبو العباس ثم سمر عنده ليلة أخرى فأعاد عليه، ثم فعل ذلك به مرارا، ثم قال له: غيبتهما بعينك، أما و اللّه ليقتلن محمد على سلع، و ليقتلن إبراهيم على النهر العياب. [1]