كان ابن معاوية أقسى خلق اللّه قلبا، فغضب على غلام له، و أنا عنده جالس في غرفة بأصبهان، فأمر أن يرمي به منها إلى أسفل، ففعل ذلك به، فسقط و تعلّق بدرابزين كان على الغرفة، فأمر بقطع يده التي أمسكه بها، فقطعت و خرّ الغلام يهوي حتى بلغ الأرض فمات. و كان مع هذه الأحوال من ظرفاء بني هاشم، و شعرائهم، و هو الذي يقول:
ألا تزغ القلب عن جهله # و عما تؤنب من أجله
فيبدل بعد الصبي حكمة # و يقصر ذو العذل عن عذله [1]