و عبأ يحيى أصحابه على ما كان عبأهم عند قتال عمرو بن زرارة، فاقتتلوا ثلاثة أيام و لياليها أشد قتال، حتى قتل أصحاب يحيى كلهم، و أتت يحيى نشابة في جبهته، رماه رجل من موالي عنزة يقال له عيسى، فوجده سورة بن محمد قتيلا فاحتزّ رأسه.
و أخذ العنزي الذي قتله سلبه، و قميصه، فبقيا بعد ذلك حتى أدركهما أبو مسلم فقطع أيديهما و أرجلهما و قتلهما و صلبهما [1] .
و صلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان [2] في وقت قتله-صلوات اللّه عليه و رضوانه.
حدثنا أبو الفرج علي بن الحسين، قال: حدثني أبو عبيد الصيرفي، قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار، قال: حدثنا سهل بن عامر، قال: حدثنا جعفر الأحمر، قال: رأيت يحيى بن زيد مصلوبا على باب الجوزجان.
قال عمرو بن عبد الغفار عن أبيه:
فبعث برأسه إلى نصر بن سيّار، فبعث به نصر إلى الوليد بن يزيد.
فلم يزل مصلوبا حتى إذا جاءت المسودة فأنزلوه و غسلوه و كفنوه و حنطوه ثم دفنوه فعل ذلك خالد بن إبراهيم أبو داود البكري، و حازم بن خريمة و عيسى بن ماهان. و أراد أبو مسلم أن يتبع قتلة يحيى بن زيد فقيل له: عليك بالديوان، فوضعه بين يديه و كان إذا مرّ به اسم رجل ممن أعان على يحيى قتله، حتى لم يدع أحدا قدر عليه ممن شهد قتله [3] .
[3] في المحبر «فما زال مصلوبا حتى خرج أبو مسلم فأنزله و وراه و تولى الصلاة عليه و دفنه. ثم أخذ كل من خرج لقتاله و ذلك أنه تصفح الديوان فنظر إلى كل من كان في بعثه فقتله إلاّ من أعجزه. فسود أهل خراسان ثيابهم عليه فصار لهم زيا» .