فقال: العجب لهذا الذي يقيم الأحراس عليّ، و اللّه لو شئت أن أبعث إليه فأوتي به و آمر من يتوطاه لفعلت ذلك-يعني الحسن بن زيد التميمي-.
قال: فقلت له: و اللّه ما لك فعل هذا، إنما هو رسم في هذا الطريق لتشبث الأموال.
قال: ثم أتينا عمرو بن زرارة بأبرشهر، فأعطى يحيى ألف درهم نفقة له، ثم أشخصه إلى بيهق، فأقبل يحيى من بيهق، و هي أقصى عمل خراسان في سبعين رجلا، راجعا إلى عمرو بن زرارة، و قد اشترى دواب، و حمل عليها أصحابه. فكتب عمرو إلى نصر بن سيار بذلك، فكتب نصر إلى عبد اللّه بن قيس بن عباد البكري عامله بسرخس، و الحسن بن زيد عامله بطوس، أن يمضيا إلى عامله عمرو بن زرارة، و هو على أبرشهر، و هو أمير عليهم، ثم يقاتلوا يحيى بن زيد.
قال: فأقبلوا إلى عمرو، و هو مقيم بأبرشهر فاجتمعوا معه فصار في زهاء عشرة آلاف. و خرج يحيى بن زيد و ما معه إلاّ سبعون فارسا، فقاتلهم يحيى فهزمهم، و قتل عمرو بن زرارة، و استباح عسكره و أصاب منه دواب كثيرة، ثم أقبل حتى مرّ بهراة، و عليها المغلّس بن زياد [1] ، فلم يعرض أحد منها لصاحبه، و قطعها يحيى [2] حتى نزل بأرض الجوزجان، فسرّح إليه نصر بن سيار سلم بن أحور [3] في ثمانية آلاف فارس من أهل الشام و غيرهم، فلحقه بقرية يقال لها ارغوى، و على الجوزجان يومئذ حماد بن عمرو السعيدي [4] ، و لحق بيحيى بن زيد أبو العجارم الحنفي، و الخشخاش الأزدي [5] فأخذ الخشخاش بعد ذلك نصر فقطع يديه و رجليه و قتله.
و عبأ سلم-لعنه اللّه-أصحابه فجعل سورة بن محمد الكندي على