ليقتلني. فقال له يوسف: خذ هذا السيف. فدفع إليه سيفا لا يمر بشيء إلاّ قطعه. فلما التقى أصحاب العباس بن سعد، و أصحاب زيد. أبصر نائل- لعنه اللّه-نصر بن خزيمة-رضوان اللّه عليه فضربه فقطع فخذه، و ضربه نصر فقتله، و مات نصر رحمه اللّه.
ثم إن زيدا-عليه السلام-هزمهم، و انصرفوا يومئذ بأسوأ حال [1] فلما كان العشي عبأهم يوسف ثم سرحهم نحو زيد، و أقبلوا حتى التقوا فحمل عليهم زيد فكشفهم، ثم تبعهم حتى أخرجهم إلى السبخة، ثم شد عليهمحتى أخرجهم من بني سليم فأخذوا على المسنّاة.
ثم ظهر لهم زيد فيما بين بارق و رؤاس [2] فقاتلهم قتالا شديدا. و صاحب لوائه رجل من بني سعد بن بكر يقال له: عبد الصمد.
قال سعيد بن خيثم:
و كنا مع زيد في خمسمائة، و أهل الشام اثنا عشر ألفا-و كان بايع زيدا أكثر من اثني عشر ألفا فغدروا-إذ فصل رجل من أهل الشام من كلب على فرس رائع فلم يزل شتما لفاطمة بنت رسول اللّه (ص) ، فجعل زيد يبكي حتى ابتلت لحيته و جعل يقول: أما أحد يغضب لفاطمة بنت رسول اللّه (ص) ؟أما أحد يغضب لرسول اللّه (ص) ؟أما أحد يغضب للّه؟قال: ثم تحول الشامي عن فرسه فركب بغلة. قال: و كان الناس فرقتين نظارة و مقاتلة. قال سعيد:
فجئت إلى مولى فأخذت منه مشملا كان معه، ثم استترت من خلف النظارة حتى إذا صرت من ورائه ضربت عنقه و أنا متمكن منه بالمشمل، فوقع رأسه بين يدي بغلته، ثم رميت جيفته عن السرج، و شد أصحابه عليّ حتى كادوا يرهقونني، و كبّر أصحاب زيد و حملوا عليهم و استنقذوني، فركبت فأتيت زيدا فجعل يقبل بين عيني و يقول: أدركت و اللّه ثأرنا، أدركت و اللّه شرف الدنيا و الآخرة و ذخرها، إذهب بالبغلة فقد نفلتكها.
قال [3] : و جعلت خيل أهل الشام لا تثبت لخيل زيد بن علي. فبعث