محمد بن مروان قال: حدثنا زيد بن المعذل النمري، قال: أخبرنا يحيى بن صالح الطيانسي، و كان قد أدرك زمان زيد بن علي، و حدثني أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا المنذر بن محمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، قال: حدثنا أبو مخنف، و أخبرني المنذر بن محمد في كتابه إليّ بإجازته أن أرويه عنه من حيث دخل، يعني حديث بعضهم في حديث الآخرين، و ذكرت الاتفاق بينهم مجملا، و نسبت ما كان من خلاف في رواية إلى رواية.
قالوا [1] : كان أول أمر زيد بن علي-صلوات اللّه عليه-أن خالد بن عبد اللّه القسري [2] ادعى مالا قبل زيد بن علي، و محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، و داود بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف [3] ، و أيوب بن سلمة بن عبد اللّه بن عباس بن الوليد بن المغيرة [4] المخزومي.
و كتب فيهم يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم، عامل هشام على العراق، إلى هشام، و زيد بن علي، و محمد بن عمر يومئذ بالرصافة. و زيد يخاصم الحسن بن الحسن في صدقة رسول اللّه (ص) .
فلما قدمت كتب يوسف، بعث إليهم فذكر ما كتب به يوسف، فأنكروا فقال لهم هشام: فإنا باعثون بكم إليه يجمع بينكم و بينه.
قال له زيد: أنشدك اللّه و الرحم أن لا تبعث بنا إلى يوسف. قال له هشام: و ما الذي تخاف من يوسف؟قال: أخاف أن يتعدى علينا. فدعا هشام كاتبه فكتب إلى يوسف:
«أما بعد، فإذا قدم عليك زيد، و فلان، و فلان، فاجمع بينهم و بينه،