أكبر مني يسمى عليا، فقتلتموه [1] . قال: بل اللّه قتله، قال علي: اَللََّهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهََا[2] ، قال له يزيد: وَ مََا أَصََابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمََا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ[3] فقال علي: مََا أَصََابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاََ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاََّ فِي كِتََابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهََا إِنَّ ذََلِكَ عَلَى اَللََّهِ يَسِيرٌ. `لِكَيْلاََ تَأْسَوْا عَلىََ مََا فََاتَكُمْ وَ لاََ تَفْرَحُوا بِمََا آتََاكُمْ وَ اَللََّهُ لاََ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتََالٍ فَخُورٍ[4] .
قال: فوثب رجل من أهل الشام فقال: دعني أقتله، فألقت زينب نفسها عليه.
فقام رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي هذه [5] أتخذها أمة.
قال: فقالت له زينب: لا و لا كرامة، ليس لك ذلك، و لا له إلاّ أن يخرج من دين اللّه.
فصاح به يزيد: اجلس. فجلس، و أقبلت زينب عليه، و قالت: يا يزيد حسبك من دمائنا.
و قال علي بن الحسين: إن كان لك بهؤلاء النسوة رحم، و أردت قتلي فابعث معهن أحدا يؤديهن [6] . فرق له و قال: لا يؤديهن غيرك.
ثم أمره أن يصعد المنبر فيخطب فيعذر إلى الناس مما كان من أبيه فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه و قال:
أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا علي بن الحسين، أنا ابن البشير النذير، أنا ابن الداعي إلى اللّه بإذنه، أنا ابن السراج المنير. و هي خطبة طويلة كرهت الإكثار بذكرها، و ذكر نظائرها.