قالت: فإنما تغتصب نفسك اغتصابا، فذاك أطول لحزني و أشجى لقلبي؛ و خرت مغشيا عليها؛ فلم يزل يناشدها و احتملها حتى أدخلها الخباء [1] .
(رجع الحديث إلى مقتله صلوات اللّه عليه) قال: فوجه إلى عمر بن سعد-لعنه اللّه-فقال: ما ذا تريدون مني؟إني مخيّركم ثلاثا: بين أن تتركوني ألحق بيزيد، أو أرجع من حيث جئت، أو أمضي إلى بعض ثغور المسلمين فأقيم فيها.
ففرح ابن سعد بذلك، و ظن أن ابن زياد-لعنه اللّه-يقبله منه، فوجه إليه رسولا يعلمه ذلك، و يقول: لو سألك هذا بعض الديلم و لم تقبله ظلمته.
فوجه إليه ابن زياد: طمعت يا ابن سعد في الراحة، و ركنت إلى دعة، ناجز الرجل و قاتله، و لا ترض منه إلاّ أن ينزل على حكمي.
فقال الحسين: معاذ اللّه أن أنزل على حكم ابن مرجانة أبدا [2] ، فوجه ابن زياد شمر بن ذي الجوشن الضّبابي-أخزاه اللّه-إلى ابن سعد-لعنه اللّه- يستحثه لمناجزة الحسين، فلما كان في يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة إحدى و ستين، ناجزه ابن سعد-لعنه اللّه-فجعل أصحاب الحسين يتقدمون رجلا رجلا يقاتلون حتى قتلوا.
و قال المدائني، عن العباس بن محمد بن رزين، عن علي بن طلحة، و عن أبي مخنف، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن حميد بن مسلم، و قال عمر بن سعد البصري: عن أبي مخنف، عن زهير بن عبد اللّه الخثعمي،