responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 113

خيرا من أهل بيتي، فجزاكم اللّه خيرا فقد آزرتم و عاونتم‌ [1] ، و القوم لا يريدون غيري، و لو قتلوني لم يبتغوا غيري أحدا، فإذا جنّكم الليل فتفرقوا في سواده، و انجوا بأنفسكم.

فقام إليه العباس بن علي أخوه، و علي ابنه، و بنو عقيل، فقالوا له:

معاذ اللّه و الشهر الحرام، فماذا نقول للناس إذا رجعنا إليهم، إنا تركنا سيدنا، و ابن سيدنا و عمادنا، و تركناه غرضا للنبل، و دريئة للرماح، و جزرا للسباع، و فررنا عنه رغبة في الحياة، معاذ اللّه، بل نحيا بحياتك، و نموت معك، فبكى و بكوا عليه، و جزاهم خيرا، ثم نزل-صلوات اللّه عليه-.

فحدّثني عبد اللّه بن زيدان البجلي، قال: حدّثنا محمد بن زيد التميمي، قال: حدّثنا نصر بن مزاحم، عن أبي مخنف عن الحرث بن كعب، عن علي بن الحسين قال‌ [2] :

إني و اللّه لجالس مع أبي في تلك الليلة، و أنا عليل، و هو يعالج سهاما له، و بين يديه جون مولى أبي ذر الغفاري، إذ ارتجز الحسين:

يا دهر أف لك من خليل # كم لك في الإشراق و الأصيل

من صاحب و ماجد قتيل # و الدهر لا يقنع بالبديل

و الأمر في ذاك إلى الجليل # و كل حي سالك السبيل‌

قال: و أما أنا فسمعته و رددت عبرتي.

و أما عمتي فسمعته دون النساء فلزمتها الرقة و الجزع‌ [3] ، فشقت ثوبها، و لطمت وجهها، و خرجت حاسرة تنادي: و اثكلاه!وا حزناه!ليت الموت أعدمني الحياة، يا حسيناه يا سيداه، يا بقية أهل بيتاه، استقلت و يئست من الحياة؛ اليوم مات جدي رسول اللّه (ص) ، و أمي فاطمة الزهراء، و أبي علي،


[1] في ط و ق «أبرزتم» .

[2] الطبري 6/239 و الإرشاد 213 و مقتل الحسين 49 و ابن الأثير 4/26 و اليعقوبي 2/217.

[3] كذا في الأصول مع نقص الفاء في «فسمعته» و في الطبري «فإنها سمعت ما سمعت، و هي امرأة، و في النساء الرقة و الجزع» .

نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست