responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء الغرام باخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 270
ومنها: أنه في سنة أربع عشرة وأربعمائة كان بمكة فتنة، قتل فيها جماعة من الحجاج المصريين ونهبوا بسبببها، وتجرأ بعض الملاحدة على الحجر الأسود فضربه بدبوس، وقد ذكر هذه الحادثة جماعة من أهل الأخبار، منهم ابن الأثير؛ لأنه قال في أخبار سنة أربع عشرة وأربعمائة: ذكر الفتنة بمكة في هذه السنة، كان يوم النفر الأول يوم الجمعة؛ فقام رجل من مصر بإحدى يديه سيف مسلول، وبالأخرى دبوس، بعدما فرغ الإمام من الصلاة فقصد ذلك الرجل الحجر الأسود فاستلمه، فضرب الحجر ثلاث ضربات بالدبوس، وقال: إلى متى يعبد الحجر الأسود ومحمد وعلي؟ فليمنعني مانع من هذا؛ فإني أريد أن أهدم البيت، فخاف أكثر الحاضرين وترجعوا عنه وكاد يفلت، فثار به وأحرقوا، فثارت الفتنة، وكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين رجلا، غير ما أخفى منهم، وألح الناس ذلك اليوم على المغاربة من القتلى أكثر من عشرين رجلا؛ غير ما أخفى منهم، وألح الناس ذلك اليوم فلما كان الغد ماج الناس واضطربوا، وأخذوا أربعة من أصحاب ذلك الرجل، وقالوا: نحن مائة رجل؛ فضربت أعناق هؤلاء الأربعة1 ... انتهى باختصار لما يتعلق بأمر الحجر الأسود.
وذكر الذهبي2 هذه الحادثة في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ونقل ذلك عن ابن الأثير عن محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، وذكر القصة بمعنى ما ذكر ابن الأثير، وزيادة منها: أنه كان على باب المسجد عشرة من الفرسان، على أن ينصروا الذي ضرب الحجر، وأنه كان أحمر أشقر تام القامة جسيما، ونقل عن هلال بن المحسن أن الضارب للحجر كان من استغواهم الحاكم العبيدي صاحب مصر، وأفسد أديانهم على ما قيل ... انتهى.
وذر بعضهم ما يوهم أن هذه الحادثة اتفقت في سنة نيف وستين وأربعمائة، وهذا وهم قطعا، وفي الخبر الذي فيه ذلك أن القاتل للرجل الضارب للحجر رجل من أهل اليمن من السكاسك؛ فالله تعالى يثيبه.
ومنها على ما قال العتيقي: إن الحج بطل من العراق، لتأخر أهل خراسان في سنة خمس عشرة، وفيما بعدها إلى سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة؛ إلا أنه قال في سنة إحدى وعشرين: حج من الكوفة قوم من العرب في قافلة كبيرة، ورجعوا سالمين إلى الكوفة في

1 الكامل 9/ 128، درر الفرائد "ص: 253"، وفي دول الإسلام 1/ 46، المنتظم 8/ 8، 9، والبداية والنهاية 12/ 13، وفي النجوم الزاهرة 4/ 250، وإتحاف الورى 2/ 448: أن ذلك كان سنة "413هـ".
2 دول الإسلام 1/ 46.
نام کتاب : شفاء الغرام باخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 2  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست