responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء الغرام باخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 1  صفحه : 405
انتهى. فيستفاد مما ذكره الأزرقي والفاكهي قولان في أول من سهل هذه الثنية، والله أعلم بالصواب.
وفي سنة إحدى عشرة وثمانمائة1 سهل بعض المجاورين موضعا مستصعبا في رأسها فالله تعالى يثيبه، وسهل أيضا غير من المجاورين بمكة أثابه الله في النصف الثاني من سنة سبع عشرة وثمانمائة طريقا في هذه الثنية غير الطريق المعتاد2، وهذه الطريق تكون على يسار الهابط من هذه الثنية إلى المقبرة والأبطح، وكانت حزنة ضيقة جدا، فتحت ما يليها من الجبل بالمعاول حتى اتسعت، فصارت تسع أربع مقاطير من الجمال محملة، وكانت قبل ذلك لا تسع إلا واحدا، وسهلت أرضها بتراب ردم فيها حتى استوت، وصار الناس يسلكونها أكثر من الطريق المعتادة، وجعل بينهما حاجزا من حجارة مرصوصة، وكان في بعض هذه الطريق قبور فأخفي أثرها.
السادس عشر: كدي، الموضع الذي يستحب الخروج منه لمن كان في طريقه: هو الثنية التي بأسفل مكة التي بني عليها بابها المعروف بباب الشبيكة على ما يقتضيه كلام المحب الطبري في "شرح التنبيه" لأنه قال فيه: وكدى التي يخرج منها الحاج مضمومة مقصورة، وقد بني عليها باب مكة الذي يتوجه منه إلى عمرة التنعيم ... انتهى.
وباب مكة الذي أشار إليه المحب هو باب الشبيكة، لأن الناس تتوجه منه إلى عمرة التنعيم غالبا.
وذكر النووي ما يؤيد ما ذكره المحب الطبري في ضبطها ومكانها، لأنه قال في الإيضاح" في الباب الثالث: الرابعة: السنة أن يدخل مكة من ثنية كداء بفتح الكاف والمد، وهي بأعلى مكة ينحدر منها إلى المقابر، وإذا خرج راجعا إلى بلده خرج من ثنية كدًى -بالضم والقصر والتنوين، وهي بأسفل مكة بقرب جبل قعيقعان، وإلى صوب ذي طوى ... انتهى.
وذكر القاضي بدر الدين بن جماعة في منسكه ما يقتضي أن كدى هذه هي الثنية التي عندها الموضع المعروف بقبر أبي لهب بطريق العمرة، ونص كلام ابن جماعة: وإذا يخرج من ثنية كد -بالضم والقصر من أسفل مكة، وهي الثنية التي يخرج إليها من باب مكة المعروف بباب الشبيكة، وهي الثنية التي يخرج منها إلى المرجم المعروف بقبر أبي لهب، يسلك منه إلى الزاهر المتقدم ذكره وغيره، ومنه يخرج المعتمرون ... انتهى.
وكلام ابن جماعة هذا يخالف ما قاله المحب الطبري في كدى التي يخرج منها، والمحب الطبري الذي يعتد به في معرفة ذلك، والله أعلم بالصواب.

1 إتحاف الورى 3/ 465، 466.
2 إتحاف الورى 3/ 522.
نام کتاب : شفاء الغرام باخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست