responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 55
الجديدة المجهولة التي افتتحوها [1] .
أو لعله خوف الوليد أن يفكر موسى بما عرف
من طمعه ودهائه، في الاستقلال بذلك الملك الجديد النائى، وهو أفضل تعليل
يقبله النقد الحديث ويرجحه.
وربما كان من هذه البواعث أيضا ما بلغ الوليد
عن وفرة الأموال والتحف التي اغتنمت من الأندلس، وخوفه أن تمتد إليها يد
التبديد.
ومهما كانت العوامل التي دفعت، الوليد إلى استدعاء فاتحى الأندلس، فلا ريب أنه كان خطراً على مستقبل الإسلام في اسبانيا.
ذلك أن هذه الشراذم
النصرانية الصغيرة التي نجت من المطاردة واعتصمت بصخور جليقية، لم تلبث أن
نمت وقويت، وكانت منشأ المملكة النصرانية التي قامت في الشمال، ولبثت
قرونا تكافح دولة الإسلام في اسبانيا حتى انتهت بالقضاء عليها.
وفى ذلك الحين كان عبد العزيز بن موسى قد افتتح منطقة الساحل الواقعة
بن مالقة وبلنسية، وأخمد الثورة في إشبيلية وباجة، وافتتح لبلة وغيرها من
المعاقل والحصون، وأبدى في معاملة البلاد المفتوحة كثيرا من الرفق والتسامح، والاعتدال في تطبيق الأحكام وفرض الضرائب.
ولنا في معاهدته مع تيودمير خير
شاهد باعتدال السياسة الإسلاميقولهيها وتسامحها.
وإليك نص هذه المعاهدة، حسبما نقله إلينا الغزيرى في معجمه، نورده نموذجاً للوثائق السياسية الإسلامية
في عصر الفتح:
" نسخة كتاب الصلح الذى كتبه عبد العزيز بن موسى لتدمير عبدوش -
بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد العزيز إلى تدمير، أنه نزل على الصلح، وأنه
له عهد الله وذمته أن لا ينزع عنه ملكه، ولا أحد من النصارى عن أملاكه.
وأنهم لا يقتلون ولا يسبون، أولادهم ولا نساؤهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا تحترق كنائسهم ما تعبد ونصح، وأن الذى اشترط عليه أنه صالح على سبع
مدائن، أوريوالة وبلنتلة ولقنت ومولة وبقسرّة وأنة ولورقة.
وأنه لا يأوى
لنا عدوا، ولا يخون لنا أمناً ولا يكتم خبرا علمه.
وأنه عليه وعلى أصحابه دينارا

[1] لم توضح الرواية الإسلامية أسباب هذا الاستدعاء.
ولكن الغزيرى نقل في معجمه عن
بعض أوراق مخطوطة في الإسكوريال في سبب الاستدعاء هذه الفقرة: " ولما علم الوليد بن عبد الملك
ما حدث لطارق بن زياد وموسى بن نصير من الخلاف بعث فيهما فانصرفا إلى المشرق ".
ويعتقد
الغزيرى أن الأوراق التي عثر بها ونقل منها هذه الفقرة إنما هى من تاريخ الرازى لقرائن ذكرها.
راجع Casiri: ibid ; V.
II.
p.
328
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست