responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 544
حافظت عصراً على استقلالها، ثم اندمجت بعد ذلك في مملكة أراجون القوية [1] .
واخترق المنصور بجيشه قطلونية، وهزم قوات أميرها الكونت بوريل، في أواخر
شهر يونيه، وأشرف على ظاهر برشلونة في اليوم الأول من يوليه، ولم تمض
أيام قلائل حتى اقتحم المسلمون المدينة، ودخلوها في يوم الاثنين منتصف صفر، سنة 375 هـ، الموافق سادس يوليه سنة 985 م [2] .
ودمر المسلمون المدينة
وأحرقوها، وقتلوا معظم أهلها، وتركوها قاعاً صفصفاً، وكان بين الأسرى
أودلرادو نائب كونت برشلونة، فاقتيد إلى قرطبة، حيث قضى في الأسر أعواماً
طويلة.
والظاهر أن المنصور لم يحاول الاحتفاظ ببرشلونة، ولم تكن لديه نية
افتتاحها بصورة دائمة، ولكنه قصد أن يدمر قوى النصارى في هذا الطرف النائى
من شبه الجزيرة الإسبانية.
***
وما كاد المنصور يرتد بجيشه إلى قرطبة، حتى استغرقت حوادث المغرب
جل اهتمامه.
وقد فصلنا فيما تقدم عند الكلام على عهد عبد الرحمن الناصر، ثم
عهد ولده الحكم المستنصر، أدوار الصراع الذى نشب في المغرب الأقصى، بين الفاطميين مذ قامت دولتهم في إفريقية، وبين بني أمية، ورأينا كيف استطاع
الحكم المستنصر، بعد سلسلة من الأحداث المثيرة، والمعارك الطاحنة، بينه وبين
الفاطميين وحلفائهم الأدارسة بالمغرب، أن يقضى على قوى الشيعة والأدارسة، وكيف استسلم إليه الأدارسة وكبير زعمائهم الحسن بن كنون في سنة 363 هـ، واستقروا حيناً في كنفه في قرطبة، ثم خرجوا منها بعد ذلك بعامين، وساروا
إلى مصر حيث استقروا بها في كنف خليفتها الفاطمى العزيز بالله.
وكان العزيز قد شغل في أوائل ولايته، برد خطر القرامطة عن مصر والشام، فلما تمت هزيمة القرامطة، وزال خطرهم (368 هـ) ، عاد إلى الاهتمام بشئون
المغرب، وثاب له رأى في العمل على استعادة سلطان الدعوة الفاطمية، وسحق

[1] راجع تفاصيل ذلك في القسم الأول من العصر الأول من " دولة الإسلام في الأندلس "
ص 234 - 236.
[2] تتفق الروايات النصرانية مع الرواية الإسلامية في تحديد تاريخ دخول المسلمين لبرشلونة
على هذا النحو.
راجع الإحاطة لابن الخطيب (القاهرة) ج 2 ص 71.
وكذلك Dozy: Hist.
Vol.
II.
p.
239 والمراجع.
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 544
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست