responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 53
ووضع الإثنان خطة لافتتاح ما بقى من إسبانيا.
ثم زحفا نحو الشمال الشرقى.
واخترقا ولاية أراجون (الثغر الأعلى) وافتتحا سرقسطة وطركونة وبرشلونة
وغيرها من المدائن والمعاقل.
ثم افترق الفاتحان، فسار طارق نحو الغرب ليغزو
جليقية، وليتم القضاء على فلول القوط.
وسار موسى شمالا فاخترق جبال البرنيه
(جبال البرت أو البرتات أو الممرات) [1] ، وغز اولاية لانجدوك أو سبتمانيا التي
كانت تابعة إذ ذاك لملوك القوط، واستولى على قرقشونة (كاركاسون) وأربونة
(ناربون) .
ثم نفذ إلى مملكة الفرنج وغزا وادي الرون (رذونة) حتى مدينة
لوطون أو لوذون (ليون) ، فاضطرب أمراء الفرنج وأخذوا في الأهبة لرد الغزاة؛
ويقال إن المعارك الأولى بن العرب والفرنج وقعت في تلك السهول على مقربة
من أربونة (2) .
وهنا فكر القائد الجرىء في أن يخترق بجيشه جميع أوربا غازياً فاتحا، وأن يصل إلى الشام من طريق قسطنطينية، وأن يفتتح في طريقه أمم النصرانية
والفرنجة كلها.
وهو ما يجمله ابن خلدون في تلك العبارة القوية: " وجمع أن يأتي
المشرق على القسطنطينية، ويتجاوز إلى الشام ودروب الأندلس، ويخوض مابينها
من بلاد الأعاجم أمم النصرانية مجاهداً فيهم، مستلحماً لهم إلى أن يلحق بدار
الخلافة " [3] .
وكان موسى يقدر تنفيذ مشروعه العظيم بجيش ضخم يقتحم البرنيه، يؤيده من البحر أسطول قوى، فيبدأ بافتتاح مملكة الفرنج ثم يقصد إلى مملكة
اللومبارد [4] في شمالى إيطاليا، فيخترقها فاتحا إلى رومة قاعدة النصرانية، فيفتتحها
ويقضى فيها على كرسى النصرانية.
ويتابع سيره بعدئذ شرقاً إلى سهول الدانواب،

= وحمل مغيث هذا الكتاب إلى الأندلس، فأفرج موسى عن طارق ورده إلى منصبه (ص 210) ، وذكر الطبرى أن طارقا ترضى موسى فرضى عنه وقبل منه عذره (ج 8 ص 90) .
[1] البرت أو البرتات محرفة عن الاسبانية Puerta، ومعناها الباب.
وسميت الجبال بهذا
الاسم لأنها تحتوى على خمسة أبواب أو ممرات طويلة كانت تستعمل للعبور والغزو.
وسنعود إلى
تفصيل ذلك.
أما تسميتها بجبال البرانس فهو خطأ جغرافى حسبما نوضح بعد.
21) ابن حيان مؤرخ الأندلس (نقله المقرى في نفح الطيب ج 1 ص 128) ، والبيان
المغرب (ج 2 ص 14) .
ومعظم الروايات على أن موسى وقف في زحفه عند أربونة.
[3] ابن خلدون ج 4 ص 117، ونفح الطيب ج 1 ص 130.
[4] في الجغرافية العربية بلاد اللنبرد أو أنكبردية.
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست