responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 47
والحلل المنسوجة بالعقيان، المقصورات في قصور الملوك ذوى التيجان، وقد
انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عربانا، ورضيكم لملوك
هذه الجزيرة أصهارا وأختانا، ثقة منه بارتياحكم للطعان، واستماحكم بمجالدة
الأبطال والفرسان، ليكون حظه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته، وإظهار دينه
بهذه الجزيرة، وليكون مغنمها خالصة لكم من دونه، ومن دون المؤمنين
سواكم.
والله تعالى ولىّ إنجادكم على ما يكون لكم ذكرا في الدارين.
أيها الناس:
ما فعلت من شىء فافعلوا مثله، إن حملت فاحملوا، وإن وقفت فقفوا، ثم كونوا
كهيئة رجل واحد في القتال، وإنى عامد إلى طاغيتهم بحيث لا أنهيه حتى أخالطه
وأمثل دونه، فإن قتلت فلا تهنوا ولا تحزنوا ولا تنازعوا، فتفشلوا وتذهب
ريحكم، وتولوا الدبر لعدوكم فتبدوا بين قتيل وأسير.
وإياكم إياكم أن ترضوا
بالدنية، ولا تعطوا بأيديكم، وارغبوا فيما عجل لكم من الكرامة، والراحة من
المهنة والذلة، وما قد أحل لكم من ثواب الشهادة، فإنكم إن تفعلوا، والله معكم
ومفيدكم، تبوءوا بالخسران المبين، وسوء الحديث غدا بين من عرفكم من
المسلمين، وهأنذا حامل حتى أغشاه فاحملوا بحملتى " [1] .
ويشير صاحب كتاب تحفة الأنفس إلى خطبة طارق في قوله: " لما التقى
العرب والقوط، فاقتتلوا ثلاثة أيام أشد قتال، فرأى طارق ما الناس فيه من الشدة، فقام يعظهم ويحضهم على الصبر ويرغبهم في الشهادة، وبسط في آمالهم "، ثم
يورد نص الخطبة [2] .
ثم تنوه الرواية الإسلامية بما كان لهذا الخطاب من أثر فعال في إذكاء همم
المسلمين وشجاعتهم وثقتهم، ودفعهم إلى طريق النصر والظفر.
على أنه يسوغ لنا أن نرتاب في نسبة هذه الخطبة إلى طارق؛ فإن معظم
المؤرخين المسلمين، ولاسيما المتقدمين منهم لايشير إليها، ولم يذكرها ابن عبد الحكم

[1] هذا، ومما ينسب لطارق أيضا من قصيدة قالها في الفتح:
ركبنا سفينا بالمجاز قصيرا عسى أن يكون الله منا قد اشترى
نفوسا وأموالا وأهلا بجنة إذا ما اشتهينا الشىء فيها تيسرا
ولسنا نبالى كيف سالت نفوسنا إذا نحن أدركنا الذى كان أجدرا
[2] كتاب تحفة الأنفس وشعار أهل الأندلس؛ المخطوط المتقدم ذكره لوحة 48.
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست