responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 392
الضئيلة، وفقرها المدقع، إلى وديان الأندلس النضرة، وإلى نعمائها الوافرة، وحضارتها الزاهرة، بعين المقت والحسد، وتعمل جاهدة لبث الدمار والويل
إلى هاتيك الربوع السعيدة.
وكان على حكومة قرطبة أن تعمل على حماية الأندلس
وحماية تراثها وحضارتها، من هذا العدوان الخرب الذى أخذ يشتد يوماً عن يوم.
وكان عبد الرحمن حينما ولى الملك، يؤثر الإغضاء حيناً عن محاربة النصارى، لكى يكرس جهوده وقواه لقمع الثورة، وتطهير الأندلس من عناصر الفتنة، ولكن النصارى رأوا بالعكس أن يعملوا على انتهاز الفرصة، وإذكاء نار الفتنة
والفوضى في الأندلس.
فما كاد عبد الرحمن يلى الملك، حتى بادر أردونيو الثاني
(أرذون) ملك ليون بالإغارة على الأراضي الإسلامية، واتجه أولا نحو منطقة
الغرب لنأيها وضعف وسائل الدفاع عنها، وقصد إلى مدينة يابُرة، الواقعة
غربى بطليوس.
ويقول لنا الرازى إن أردونيو نزل على يابررة في يوم 13 من
المحرم سنة 301 هـ (أغسطس 913 م) وأنه كان في جيش يقدر بثلاثين ألفاً
من الخيل والرجل والرماة، وكان على يابرة يومئذ عاملها مروان بن عبد الملك، فبذل جهده لمدافعة الغزاة؛ وطوق أردونيو المدينة من سائر نواحيها، وهاجمتها
قواته من كل صوب، ودافع المسلمون عن مدينتهم من فوق الأسوار، حتى
أرغموا بفعل السهام على النزول عنها وتسلق النصارى الأسوار، ودخلوا المدينة، واضطرمت بينهم وبين المسلمين داخلها معارك شديدة، وفنى المسلمون شيئاً
فشيئاً حتى قتلوا جميعاً، ولم تنج منهم سوى شرذمة قليلة، فرت تحت جنح
الظلام إلى مدينة باجة.
وسبى النصارى سائر النساء والذرية، وقتل مروان بن
عبد الملك عامل المدينة مدافعاً عنها، وبلغ السبى أكثر من أربعة آلاف من
النساء والولدان.
وترك أردونيو المدينة خراباً يباباً، وعاد في قواته إلى جليقية.
وبث هذا الحادث الروع والفزع في سائر قواعد الغرب، فأخذ أهلها فى
إصلاح أسوارهم، وقام أهل بطليوس بالأخص في ذلك بمجهود ضخم، ودعموا أسوارهم، وزادوا في عرضها وارتفاعها، بقيادة عاملهم عبد الله بن
محمد الجليقى [1] .
وفى سنة 303 هـ (915 م) ، سار أردونيو في قواته مرة
أخرى إلى منطقة الغرب، في جيش تقدره الرواية الإسلامية بستين ألفاً،

[1] ابن حيان عن الرازى - السفر الخامس - مخطوط الخزانة الملكية - لوحة 51 أوب.
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست